صحيفة ألمانية: المستثمرون أعطوا ظهورهم لتركيا.. القادم أسوأ لأنقرة
صحيفة دي فيلت الألمانية أكدت أن "تعسف أردوغان" وإجهاضه للديمقراطية بإعادة انتخابات إسطنبول نسفت معنويات المستثمرين.
قالت صحيفة دي فيلت الألمانية، في تحليل نشرته في عددها، الخميس، إن المستثمرين الأجانب أعطوا ظهورهم لتركيا بشكل متزايد بسبب السياسة التعسفية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن التراجع المستمر لليرة فضلا عن اضطراب الأسواق يهدد بمفاقمة أزمة الاقتصاد التركي الحالية.
وتابعت: "لا يتراجع المستثمرون عادة عن الاستثمار في الأسواق شديدة الحساسية، وليست لديهم مشكلات كبيرة في الاستثمار في دول ليست ديمقراطية، وفق المفهوم الغربي، لكن شيآن فقط يجعلان الأمر صعبا عليهم".
- معارضان تركيان: ملايين الدولارات المنهوبة وراء إعادة انتخابات إسطنبول
- رهان فاشل.. مستثمرو البورصة وأدوات الدين في تركيا يتجرعون الخسارة
وأوضحت: "المستثمرون دائما ما يتخوفون من وضع أموالهم في دول تشهد تهديدات واضحة للملكية الخاصة للأفراد، أو تعسف سياسي ممنهج، وهذا يفسر سبب هروب المستثمرين من تركيا بشكل متزايد مؤخرا".
ومضت قائلة: "لقد ردت الأسواق بشكل قوي على القرار المتعسف بإعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول؛ حيث فقدت الليرة 2% من قيمتها وبات الدولار الواحد يساوي 6.23 ليرة وهذه أسوأ قيمة للعملة التركية منذ بداية الأزمة الاقتصادية في الصيف الماضي".
كما أحدث الخبر ردة فعل كبيرة في أسواق السندات، حيث ارتفع العائد على سندات السنوات العشر بمقدار 20%، وتراجع سوق الأسهم في إسطنبول بأكثر من 2%؛ ما يعني أنه وصل لأسوأ مستوى منذ بداية يناير.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي تيموثي آش قوله: "لقد قوض أردوغان النظام الانتخابي في تركيا بقرار إعادة الانتخابات في إسطنبول، وهو قرار يعد الأول من نوعه منذ 1946".
وتابع: "هذا القرار ستكون له تداعيات خطيرة على سمعة تركيا في العالم، ويدفع المستثمرين للتشكيك في كفاءة وحياد وأداء مؤسسات الدولة".
وأضاف: "حتى حلول الانتخابات في يونيو المقبل، سيكون على الأسواق التعاطي مع حالة مستمرة من انعدام الأمن والاستقرار؛ ما ينذر باضطرابات كبيرة فيها".
ومضى قائلا: "خروج تركيا من أزمتها الاقتصادية لا يبدو قريبا".
- الإصلاح الاقتصادي في تركيا أصعب بعد إعادة انتخابات إسطنبول
- بلومبرج: بعد إعادة انتخابات إسطنبول.. الليرة تهوي والمستثمرون يفرون
ونقلت الصحيفة واسعة الانتشار عن مصادر لم تسمها، إن هناك عددا كبيرا من المستثمرين خرج من تركيا خلال الفترة الأخيرة بسبب ضبابية المشهد، والتعسف السياسي، وعدم وجود أفق للاستقرار".
واختتمت تقريرها قائلة: "الليرة التركية والبيزو الأرجنتيني باتتا أضعف العملات في العالم خلال العام الجاري، بسبب التراجع الكبير في قيمتهما وعدم استقرارها، لكن الأمر لم ينتهِ بعد، وستعاني العملة التركية مزيدا من التراجع خلال الفترة المقبلة، كما سيعاني الاقتصاد التركي كثيرا دون وجود حل أو مخرج قريب".
والإثنين الماضي، قررت السلطات التركية إعادة الاقتراع في بلدية إسطنبول بعد فوز المعارض أكرم إمام أوغلو، بزعم انتماء عدد من المرشحين على مراكز الاقتراع لجماعة الداعية فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة في 15 يوليو/تموز 2016.
وفي 31 مارس الماضي، تعرض حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية، لخسارة كبيرة في الانتخابات البلدية التي أجريت في اليوم نفسه، بعد أن خسر السيطرة على بلديات كبرى مثل إسطنبول وانقرة وإزمير وأنطاليا، لصالح المعارضة، ما تعد أكبر هزيمة يتعرض لها الرئيس التركي منذ صعوده للسلطة في 2003.