مناظرة في الصحف الفرنسية حول الملامح الشخصية والسياسية لأردوغان ورئيس بلدية إسطنبول
اعتبرت صحيفة فرنسية أن رجب طيب أردوغان يمثل وجه تركيا الشعبوي المستبد، فيما يحظى رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو باحترام شعبي ودولي يؤهله للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورسمت صحيفة "كورييه إنترناشيونال" الفرنسية ملامح لشخصية الرئيس التركي، موضحة أن أردوغان بدأ استيلاءه على الحياة السياسية بتركيا في مارس/آذار 2003 عندما تم تعيينه رئيسًا للوزراء.
وأضافت الصحيفة أن أردوغان أسس حزبه "العدالة والتنمية" كرمز لاستقلاله السياسي بعد سنواته في مجلس مدينة إسطنبول (بين عامي 1994 و1998)، وسجنه 4 أشهر في عام 1999.
ومنذ 28 أغسطس/آب 2014 أصبح رئيسا لتركيا، وهي ولاية تم تجديدها في عام 2018 بحيلة انتخابات مبكرة من أردوغان لمد فترة حكمه.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن أردوغان شعبوي يميل إلى القمع، ويشن حملات تطهير عرقي ضد الأكراد بإبادتهم وطمس هويتهم.
وداخلياً، ينفذ أردوغان تطهيرا كبيرا في المجتمع التركي بعد الانقلاب الفاشل المزعوم عام 2016، ما قلل من حرية التعبير وفرض الرقابة على الصحف، بحسب الصحيفة.
وحول السياسة الخارجية لأردوغان أشارت إلى أن شخصية أردوغان مزدوجة، فهو يسعى لتشكيل تحالفات مع روسيا، في الوقت الذي يعتبر نفسه حليفاً تاريخياً للولايات المتحدة وأحد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، واصفة إياه بأنه "يلعب على الجبهتين".
ازدواجية أردوغان
كما لفتت الصحيفة أيضاً إلى ازدواجية أردوغان في اشتراكه في قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا من جهة، وتمويله التنظيمات الإرهابية المسلحة في سوريا أيضاً من جهة أخرى، مثل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
من جانبه، أشار موقع "ميديا بارت" الإخباري الفرنسي إلى أن المعركة المريرة التي قادها رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وحدت صفوف المعارضة التركية ضد أردوغان.
إمام أوغلو يوحد صفوف المعارضة
وأوضح الموقع الفرنسي أنه منذ انتخاب إمام أوغلو في 23 يونيو/حزيران الماضي يكرس جهوده على مكافحة الفساد والحكم الرشيد.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن رئيس إسطنبول المنتخب الذي ينحدر من أيديولوجية اشتراكية ديمقراطية يعيش صراعاً مع حزب أردوغان ومافيته، بحسب وصف الموقع الفرنسي لمقربي أردوغان الذين يتمتعون بامتيازات.
واعتبر أن رئيس إسطنبول الجديد يقاوم سلطة أردوغان، مشيراً إلى أن أولى زياراته الخارجية إلى باريس، على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، حظيت باحترام شعبي ودولي رفيع المستوى يؤهله للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفقاً للموقع الفرنسي فإن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو هدد رئيس بلدية إسطنبول صراحة وقال له: "قم بعملك وسنعاملك بشكل صحيح، لكن إذا تدخلت في أشياء لا تخصك، فسوف نسحقك".
وقال الموقع إن هذا التهديد لم يأت من رئيس المافيا، في إشارة إلى أردوغان، إنما من وزير داخليته الذي يهدد رئيس ثاني أكبر مدينة في أوروبا وهي إسطنبول التي يتجاوز سكانها 16 مليون نسمة وتمثل قاطرة الاقتصاد التركي.
وكان رئيس بلدية إسطنبول قد طبق نظاما جديدا ببث جلسات البلدية على الهواء مباشرة تحقيقاً لمبدأ الشفافية، وألغى جميع الامتيازات الممنوحة لأعضاء حزب العدالة والتنمية، وقام بترشيد النفقات لمكافحة الفساد المستشري في البلدية منذ سنوات، بعد تولي "حزب أردوغان" رئاسة البلدية لنحو ربع قرن.