أردوغان في القاهرة.. 11 عاما من الخلاف إلى التوافق بين مصر وتركيا
بعد خلافات استمرت لأكثر من عقد، يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، زيارة للقاهرة، عدها محللون "تتويجاً لمسار تقارب أنهى قطيعة استمرت سنوات وتمهيداً لمرحلة جديدة بالعلاقات".
وكانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير/شباط عام 2013، فيما كانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة وقت أن كان رئيساً للوزراء في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
محطات خلافية
وعقب الإطاحة الشعبية بالرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي لتنظيم الإخوان إثر احتجاجات واسعة في 2013، اشتدت الخلافات بين القاهرة وأنقرة وتصاعدت حدة الحرب الإعلامية بين البلدين وصولا إلى سحب السفراء، ما مثل بداية قطيعة دبلوماسية استمرت سنوات.
وكان من بين المحطات الخلافية الملف الليبي في ظل إرسال تركيا مستشارين عسكريين ومعدات قتالية لدعم حكومة طرابلس وكذلك اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية.
وآنذاك، قالت مصر وقبرص واليونان، إن الاتفاق ينتهك حقوقها الاقتصادية، حيث أثار اكتشاف حقول غاز شاسعة في السنوات الماضية مطامع دول عدة في المنطقة.
وفي أغسطس/آب 2020 ردت مصر واليونان على الخطوة باتفاق لترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط.
وفي بداية 2021، وجدت أنقرة نفسها مثقلة بتوترات مع محيطها الإقليمي من العراق إلى سوريا إلى اليونان وقبرص، كما تأثرت بشدة علاقتها بدول عربية أخرى بينها مصر والسعودية، كما ألقت سياسات الحكومة التركية بظلالها على علاقات أنقرة بكل من واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا.
محادثات "استكشافية"
وقال وزير الخارجية التركي آنذاك، مولود جاويش أوغلو، خلال اجتماع مع الصحفيين لتقييم السياسة الخارجية للبلاد، إن أنقرة اتخذت هذا العام "خطوات نحو التطبيع في العديد من القضايا الإشكالية".
واسترسل قائلا: "كما تعلمون هناك اتصالات لنا مع السعودية ومصر والبحرين وإسرائيل. وسنتعامل مع هذه الدول بنهج واقعي.. بالمثل، بدأنا في تخفيف حدة التوتر في العلاقات في فرنسا، وقمنا بتعيين ممثلين مشتركين مع أرمينيا للتطبيع".
وبعد فترة من التصريحات الإيجابية مع القاهرة، أعلنت أنقرة استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر، كما وجهت وسائل الإعلام الإخوانية العاملة على أراضيها بتخفيف النبرة تجاه القاهرة.
وفي 5 و6 مايو/أيار 2021 توجه وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية آنذاك، سادات أونال، إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات "استكشافية" مع مسؤولين مصريين لبحث التقارب وتطبيع العلاقات.
وفي 2022، حسمت تركيا أمرها باعتزام تصفير عداد المشكلات مع الدول في المنطقة، وإنهاء التوتر في الملفات الإقليمية.
وآنذاك، قال إبراهيم قالن، المتحدث السابق باسم الرئاسة التركية إن "2022 سيكون عامًا تتسارع فيه خطوات تطبيع العلاقات، مع الدول"، مؤكدًا أن بلاده "يجب أن تنظر إلى مفاهيم السلام والأمن والاستقرار والرفاهية من منظور واسع".
وبالفعل، اتخذت أنقرة خطوات لإظهار جديتها بشأن التقارب مع مصر، مع إغلاق فضائيات إخوانية كانت تهاجم القاهرة وطرد إعلاميين بارزين موالين للجماعة.
قبل أن تتسارع وتيرة العودة إلى الوضع الدبلوماسي الطبيعي مع القاهرة بعدما تصافح الرئيس المصري، ونظيره التركي في الدوحة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022.
كما أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عقب زلزال فبراير/شباط الماضي أعرب خلاله عن تضامن مصر مع تركيا في مصابها الأليم.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، تحدث السيسي وأردوغان للمرة الأولى وجها لوجه على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
عملية التطبيع اكتملت
وأواخر العام الماضي، أعلنت مصر وتركيا إعادة تبادل السفراء، كخطوة في اتجاه تحسين العلاقات وحل الخلافات التي تعددت وتطورت خلال السنوات القليلة الماضية.
ومطلع فبراير/شباط الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن بيع أنقرة للقاهرة مسيرات قتالية، في إشارة إلى إتمام المصالحة بين البلدين.
وفي مقابلة تلفزيونية، أكد وزير الخارجية التركي أن "عملية التطبيع اكتملت بشكل كبير. العلاقات (بين البلدين) مهمة للأمن والتجارة في المنطقة".
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز