طعن على ترشح أردوغان لرئاسة تركيا بسبب "تزويره" شهادة التخرج
رابطة رؤساء جامعات تركيا أكدت في بيان أن أردوغان تخرج قبل عامين من افتتاح كلية الاقتصاد التي يزعم أنه أحد خريجيها.
قالت صحيفة زمان التركية، إن حزب "خلاص الشعب" تقدم بطلب إلى اللجنة العليا للانتخابات لإلغاء ترشيح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها الشهر المقبل، لمؤكداً أن "شهادة تخرجه الجامعية مزيفة".
- فايننشال تايمز: أردوغان وصهره يدفعان الليرة التركية نحو الهاوية
- تركيا.. تنصل دولي ينزع الشرعية عن انتخابات أردوغان
وبحسب طلب الحزب الذي نقلته الصحيفة، فقد أوضح أن من متطلبات الترشح لرئاسة الجمهورية الحصول على مؤهل جامعي (4 سنوات)، بينما شهادة تخرج أردوغان في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في ذلك الوقت كانت 3 سنوات فقط، مؤكدا أن شهادة التخرج المستخدمة لترشح أردوغان مزيفة ولا يحق له الترشح.
واستند طلب الحزب إلى المادتين، السادسة من قانون انتخابات الرئاسة، والـ101 من الدستور، واللتين تنصان على صدور قرار بإلغاء ترشح أي طالب ترشح لمنصب الرئاسة إذا لم تتوافر فيه الشروط، وكذلك المادة 204 من قانون العقوبات التركي والخاص بجرائم التزييف والتزوير.
ووفق ما كتبته مجلة "تليجرام" الفرنسية، فقد تسلم أردوغان في مطلع شهر يونيو/حزيران، في خضم الجدل الدائر ضمن احتفال صاخب شهادة الدكتوراه الفخرية الـ44 من جامعة ماكيريريه في كامبالا العاصمة الأوغندية، التي حل ضيفاً عليها، وقد أثارت هذه الشراهة المرضية لديه سخرية معارضيه الذين شككوا بصحة شهادته الجامعية.
وفي هذا الصدد، أجرت المجلة مقارنة بينه وبين الرئيس الأمريكي أوباما الذي لم تبلغ أعداد شهادات الدكتوراة الفخرية الحاصل عليها سوى 6 شهادات.
وبحسب السيرة الذاتية التي يقدمها أردوغان فإنه تخرج عام 1981، بعد دراسة لأربعة أعوام في كلية العلوم الاقتصادية والإدارية بجامعة مرمرة، في أعقاب فترة تدريب مهني أجراه في مدرسة دينية.
ورفض أردوغان أن يكون موضع جدل للانتقادات بشأن شهادته الجامعية في خطاب قبل عامين أمام خريجين من الجامعة نفسها بقوله إن "أعمالنا تحكي عن نفسها".
وفي السياق ذاته، تساءلت مجلة "ماريان"، الفرنسية، تحت عنوان "احتدام الجدل في تركيا حول شهادة مزورة مزعومة لأردوغان" هل يمكن عزل أردوغان قريباً من منصبه؟ على خلفية الجدل الذي فجرته رابطة رؤساء جامعات تركيا في أن أردوغان لا يحمل شهادة جامعية عليا، الأمر الذي يجعله من الناحية النظرية غير مؤهل.
وأكدت الرابطة في بيان لها، أن أردوغان لم يحصل سوى على شهادة "premier cycle" أي دراسة عامين أو 3 أعوام بعد شهادة الثانوية في مؤسسة تم إلحاقها بجامعة مرمرة بعد دراسة الرئيس فيها، بينما لم يتم افتتاح كلية الاقتصاد في جامعة مرمرة إلا في عام 1982، أي بعد عام من نهاية دراسة أردوغان.+
وكانت الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب ملف حقوق الإنسان والغضب الشعبي، والتنكيل بالأكراد والعملية العسكرية في عفرين السورية، وانهيار الليرة وضعف الاقتصاد وغيرها، أجبرته على الرضوخ لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في الـ24 من يونيو/حزيران المقبل.
وستجري الانتخابات ضمن نظام الدورتين، فإذا فاز أي من المرشحين في الجولة الأولى من الانتخابات بأغلبية الأصوات (50 ٪ +١) فإنه سيصبح الرئيس الشرعي للبلاد مباشرة، لكن إذا فشل أي من المرشحين في الحصول على هذه النسبة، يتأهل إلى الدورة الثانية المرشّحان اللذان حصلا على أعلى نسبتين في الجولة الأولى، بينما يفوز في الرئاسة المرشّح الذي يحصل على أعلى عدد من الأصوات في هذه الجولة.
ويتنافس في الانتخابات 6 مرشّحين، هم: رجب طيّب أردوغان عن تحالف الجمهور، الذي يضم حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، والذي يسعى إلى التحوّل إلى النظام الرئاسي ليحكم قبضته أكثر على السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد التعديلات الدستورية التي أجريت مؤخرا، ومحرّم إنجه عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد. وميرال أكشينار عن حزب "إيّي"، وصلاح الدين ديمرتاش عن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وتمل كرم مُلاّ أوغلو، عن حزب السعادة المحافظ، الذي ورث توجهات الراحل نجم الدين أربكان، إضافة إلى مرشّح حزب الوطن دوغو بارينجاك.
وهناك نحو 50 ألف شخص في سجون تركيا على ذمة المحاكمة، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفاً من الموظفين الحكوميين بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.