أردوغان يتنصل من وعده ويأمر برفع أسعار الفائدة لوقف نزيف الليرة
البنك المركزي التركي يرفع معدل الفائدة سعيا لإنقاذ الليرة من الانهيار، عكس ما يقوله أردوغان في العلن.
كعهده دائما في المراوغة والتنصل من وعوده فقد أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البنك المركزي في بلاده الأربعاء برفع أسعار الفائدة نتيجة القفزة الكبيرة التي سجلها الدولار على حساب الليرة، وذلك على الرغم من تعهد أردوغان للأتراك سابقا قائلا:" أقطع عليكم عهدا بخفض أسعار الفائدة".
وعلى الرغم من رفع البنك المركزي التركي معدل الفائدة خلال اجتماع طارئ، الأربعاء، استجابة لضغوط الأسواق المالية بعد أن دفع رفض الحكومة لرفع تكاليف الاقتراض إلى غرق البلاد في أزمة تهاوي الليرة.
وبعد اجتماع للجنة السياسة المالية في البنك المركزي التركي، أعلن البنك رفع معدل السيولة المتأجرة 300 نقطة أساسية إلى 16.5%، بينما أبقى على المعدلات الأخرى بدون تغيير واصفا الخطوة بأنها "تشديد نقدي قوي" مبديا استعداده للاستمرار في استخدام كل الأدوات لإنقاذ الليرة التركية من الانهيار.
وتأتي خطوة البنك المركزي بعد 3 أسابيع من الفوضى التي عمت في أسواق العملة التركية، ورغم رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علنا أي خطوات لرفع معدلات الفائدة، إلا أن المستثمرين والاقتصاديين أصروا أنها الطريق الوحيد لوقف الأزمة، فرضخ وناور في الخفاء وأمر المركزي برفع أسعار الفائدة ضاربا بوعوده للشعب عرض الحائط.
وصنف أردوغان مرارا المستثمرين الأجانب في تركيا أنهم أعداء يسعون لتقويض حكمه، حيث قال في حوار لوكالة "بلومبرج" الأمريكية هذا الشهر إنه سيسعى للمزيد من السيطرة على السياسات المالية التركية إذا فاز في الانتخابات الرئاسية يوم 24 يونيو/حزيران المقبل.
ويواجه أردوغان ضغطا متناميا من بعض الوزراء والمسؤولين الماليين للسماح لمعدل البنك المركزي بالارتفاع، بينما يستعد لإطلاق حملة انتخابه للرئاسة، الخميس، مع إشارة الاستطلاعات إلى أنه سيواجه تحديا أصعب من الانتخابات الماضية.
وقالت المحللة الاقتصادية التركية أوزليم جوكسين إن الـ300 نقطة التي رفعها البنك المركزي في معدل الفائدة هي أقل نسبة يمكن رفعها، مشيرة إلى توقعات بارتفاع معدل الفائدة مع تصاعد تضخم الاستهلاك بسبب ضعف الليرة مؤخرا، مؤكدة أن الاقتصاد التركي عانى من أضرار بالفعل خلال الفترة الأخيرة.
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg
جزيرة ام اند امز