فايننشال تايمز: أردوغان وصهره يدفعان الليرة التركية نحو الهاوية
خبراء اقتصاد أكدوا أن الرئيس التركي يلعب بالنار ويخاطر بدفع بلاده إلى حافة الركود الاقتصادي.
شهدت الليرة التركية هبوطاً حاداً أمام الدولار الأمريكي، مسجلة انخفاضاً قياسياً هذا الأسبوع، الأمر الذي وصف بالزلزال النقدي الذي يهز تركيا، فهل ستنجح الليرة التركية في مقاومة ضغوطات الدولار وتنهي عملية تسجيل الأرقام القياسية في التراجع؟.. وسط مخاوف من هيمنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية.
- انهيار الليرة التركية.. زلزال يرج أردوغان ويعري تناقض السياسات
- تركيا.. تنصل دولي ينزع الشرعية عن انتخابات أردوغان
ومع تزايد التحذيرات من وقوع أزمة عملة كاملة خلال الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحاسمة، أصبح صهر أردوغان بيرات البيرق هو المدافع عما يفعله الرئيس التركي، حيث قال الأربعاء، إن الليرة المحاصرة ضحية "عملية" من "أصول خارجية" استهدفت الإطاحة بالحكومة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن البيرق أصبح من أقرب المقربين للرئيس التركي خلال السنوات الأخيرة، ويعتبر هذا رمزاً على عقلية الحصار المتنامية في القصر الرئاسي.
وقال محللون ومسؤولون، إنه على مدار الـ15 عاماً التي سيطر فيها أردوغان على السياسة التركية، أجبرته التهديدات الحقيقية والخيالية على التواجد داخل دائرة مكونة من الأشخاص الذين يخبرونه بما يريد سماعه، فيما قال مسؤول تركي إن مستشاري أردوغان مجموعة من الحمقى والمتملقين، و"هو لم يعد يستمع إلى النصائح العقلانية".
ويلقي المستثمرون باللوم على معارضة أردوغان لرفع أسعار الفائدة، بالتسبب في تفاقم أزمة العملة التي شهدت خسارة الليرة حوالي 17% من قيمتها مقابل الدولار على مدار الشهر الماضي.
وأعلن البنك المركزي التركي زيادة معدل الفائدة 300 نقطة لتصل بذلك إلى 16.5% خلال اجتماع طارئ، الأربعاء، ويعتبر هذا معدلاً رئيسياً يمكن للبنوك عنده الاقتراض قبل إغلاق الأسواق المحلية.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن أردوغان لطالما كان لديه ما يطلق عليه المحللون "وجهات نظر غير تقليدية" بشأن معدلات الفائدة، وأشاروا إلى أنها تتسبب في حدوث التضخم أكثر من كبحه.
وقبل ساعات على آخر زيادة طارئة، في يناير/كانون الثاني عام 2014، كان أردوغان يتحدث عن معارضته للأمر، لكنه كان أيضاً مصراً على استقلال البنك المركزي.
وبعد مرور 4 أعوام، لا يزال الرئيس التركي يرى أن البنك مستقل، لكن لم يعد كثير من المستثمرين يصدقونه، فبينما عمل على توطيد سلطته، أصبح المستثمرون يؤمنون بأنه لم يعد يستمع إلى البراجماتيين الاقتصاديين.
ومع بدء هبوط الليرة الأسبوع الماضي، غرد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك عبر موقع "تويتر"، قائلًا إنه يواصل الأمل والاعتقاد في أن السياسات الرشيدة ستنتصر.
وقال دورموس يلماز، المحافظ السابق للبنك المركزي، إن الرئيس التركي ربما يتعمد تحطيم الليرة لخلق حالة من الأزمة الوطنية لتعزيز دعمه في الانتخابات، لكن أياً كان المنطق، يقول خبراء الاقتصاد إن الرئيس التركي يلعب بالنار ويخاطر بدفع الدولة إلى حافة الركود الاقتصادي.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز