للمرة الثانية.. نظام أردوغان يعطل تسليم جثمان القتيل الفلسطيني
كان يفترض أن تتسلم أسرة القتيل الفلسطيني جثمانه عبر الحدود البلغارية التركية، إلا أن نظام أردوغان ماطل مجددا وتراجع عن التسليم
عطلت السلطات التركية، للمرة الثانية، تسليم جثمان القتيل الفلسطيني زكي مبارك حسن (55 عاما)، وسط تأكيدات من عائلته بمحاولات نظام رجب طيب أردوغان في إخفاء معالم جريمة قتله.
وقال زكريا مبارك حسن، شقيق الفلسطيني القتيل (زكي) لـ"العين الإخبارية"، "كان يفترض أن نستلم جثمان أخي اليوم عبر الحدود البلغارية التركية، وتوجهت للمنطقة الحدودية، وانتظرنا ساعات طويلة ولكننا فوجئنا بمماطلة جديدة وإرجاء تسليم الجثمان".
وقتل زكي مبارك حسن (55 عاما) الأحد الماضي خلال احتجازه في سجون المخابرات التركية في ظروف غامضة، وسط ادعاءات السلطات بانتحاره، بينما اتهمت أسرته نظام أردوغان بتصفيته بعد فشلها في انتزاع اعترافات بجريمة التجسس التي لم يرتكبها.
وواصل شقيق القتيل حديثه، قائلا "في المرة الماضية عطلوا تسليم الجثمان بذريعة إحضار موافقة من السفارة فأحضرناها، وكذلك أعددنا وكالة لشركة خاصة لنقله، واليوم فوجئنا بهم يطلبون أوراقا ووثائق جديدة، ومع ذلك تعاطينا مع الطلب وأرسلناها، وأبلغنا أن التسليم يفترض أن يتم غداً قبل الساعة 2:30 مساء.
وأشار إلى أنه رفض دخول ابنة الشهيد للأراضي التركية، لأنه يعدها غير آمنة بعدما جرى من اغتيال لشقيقه في السجن وتلفيق اتهامات كاذبة، معرباً عن قلقه لاستمرار مماطلة أنقرة في تسليم الجثمان.
واعتبر شقيق القتيل الفلسطيني أن مماطلة نظام أردوغان دليل جديد على محاولة السلطات التركية إخفاء شيء ما اقترفته على الجثة، على اعتبار أن طول مدة احتجاز الجثمان قد يخفي بعض الدلائل على الجريمة.
ولفت إلى أنه في حال استقبال جثمان شقيقه في تركيا سيجري استقباله بما يليق بقائد فلسطيني وطني، ومن ثم نقله إلى مصر ومنها إلى غزة ليدفن في أرض فلسطين التي ناضل من أجلها.
وأوضح زكريا مبارك أنه اطمأن الخميس على أن سامر شعبان المعتقل الفلسطيني الآخر صديق شقيقه، حيث إنه لا يزال يخضع للاعتقال، لافتاً إلى أن "المحامي طمأنه بأنه التقى سامر وهو بخير، ولا يوجد لديه أي اعترافات، وموقفه سليم تماماً".
وأرجع سبب تصفية شقيقه إلى أن محامي الدولة التركية قدم اعتراضا على اعتقاله لعدم وجود أدلة، وكان يفترض أن يجري الإفراج عنه الثلاثاء الماضي، لذلك استبقت المخابرات التركية ذلك بقتله، مشددا على براءة شقيقه من التهم الملفقة التي روجتها أنقرة وقناة الجزيرة القطرية.
وفسر شقيق القتيل الفلسطيني الرواية التركية الخاصة بانتحاره عبر استخدام "حزام بنطاله"، بأنه استخفاف وإهانة للعقل البشري، معربا عن قلقه من ترتيبات نقل الجثمان، الذي يجري عبر شركة خاصة، مشيراً إلى أن السفارة الفلسطينية في تركيا أبلغته أنها غير مسؤولة عن العملية.
وقال "لديّ تخوفات بأن يجري اختطاف الجثمان من جهة مجهولة لمحاولة إخفاء الجريمة، لذلك نحن نتعامل مع الموضوع بحذر كبير، ونحمل جميع الجهات بتحمل مسؤولياتها إزاء هذا الوضع"، متمسكا بمطلب التحقيق الدولي لكشف الجريمة المقترفة بحق شقيقه وإظهار الحقيقة أمام العالم ومحاسبة المجرمين.
وجاءت جريمة مقتل الفلسطيني زكي مبارك داخل السجون التركية لتزيل جزءا من حال التعتيم الذي تفرضه حكومة رجب طيب أردوغان حول تنامي ظاهرة التعذيب والقتل المشبوه، الذي زادت حدته خلال السنوات الأخيرة.
ويتوافد آلاف الفلسطينيين إلى منزل العائلة في مخيم دير البلح للتضامن مع العائلة وأبنائه الموجود عدد منهم في فلسطين بينما بقيتهم في الخارج.