أردوغان وسر الانتخابات المبكرة.. الاحتفاظ بالسلطة حتى 2028
رئيس الحكومة التركية تحدث عن أن هدف تبكير الانتخابات هو الإسراع في تطبيق التعديلات الدستورية التي حوّلت الحكم للنظام الرئاسي.
"البقاء حتى عام 2028" على الأقل.. أمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتخذ لأجله قرار التبكير بموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمان، للمسارعة في تطبيق التعديلات الدستورية التي تحول حكمه إلى النظام الرئاسي.
وتكشف هذا في تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي قال إن بلاده قررت التبكير بموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية للإسراع في تنفيذ التعديلات الدستورية الأخيرة.
وأعلنت أنقرة، أمس الأربعاء، تبكير موعد الانتخابات من 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إلى 24 يونيو/حزيران بالاتفاق مع حزب الحركة القومية المعارض.
وصراحة، قال يلدريم خلال مؤتمر صحفي إن بلاده اتخذت هذا القرار لـ"تطلعات المواطنين لدخول بعض بنود التعديلات الدستورية (التحول إلى النظام الرئاسي) حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن، والقضايا الأمنية والتطورات الجيوسياسية التي تواجه البلاد"، وفق ما نقلته عنه وسائل إعلام تركية رسمية.
وأبرز ما ورد في التعديلات الدستورية التي جرت أبريل/نيسان 2017 هو تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني، وهو ما يزيد من تركيز صلاحيات الحكم في يد الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد نزع الكثير من الصلاحيات من يد البرلمان ورئيس الوزراء؛ خاصة أن التعديلات تتضمن إلغاء منصب الأخير.
ومن ضمن تلك التعديلات أن تكون فترة حكم الرئيس 5 سنوات لولايتين، بعد أن كانت فترة الرئاسة 7 سنوات لفترة واحدة.
وعلى هذا الأساس كان قبل التعديلات مقررا أن تنتهي ولاية أردوغان عام 2021، لكن بعد التعديلات والنظام الرئاسي فإنه محتمل أن يظل في الحكم حتى 2028 إذا ما تم احتساب بداية حكمه مع بداية تطبيق التعديلات الدستورية.
وكان لافتا أن أعلن رئيس حزب الحركة القومية التركي "دولت باهجة لي" أن أردوغان (64 عاما)، هو مرشح حزبه المعارض في الانتخابات الرئاسية.
وجاء هذا بعد لقاء وصفه بـ"المثمر والإيجابي" مع أردوغان يوم الأربعاء، مشيرا إلى أنهما توصلا إلى "تفاهم تاريخي" لم يحدد معالمه.
غير أنه قال: "جرى تحديد خارطة الطريق الديمقراطية للانتقال إلى النظام الرئاسي في البلاد".
واليوم الخميس، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن تقديم موعد الانتخابات في البلاد أفسد المؤامرات التي تحاك ضدها.
وأضاف في تصريحات للصحفيين أن السيناريوهات في تركيا "ستُكتب بقلم الشعب، وليس بأقلام الآخرين"، معبرا عن تفاؤله بأن الانتخابات الرئاسية ستُحسم من الجولة الأولى، ولن تشهد جولة ثانية.
وكانت وسائل إعلام مقربة من أردوغان، منها "ترك برس" قالت خلال الدعاية لتعديلات الدستور وتحويل البلاد إلى النظام الرئاسي أن تركيا تعود بذلك إلى نظام الحكم القديم الذي كان يتيح لها ظهور زعامات تاريخية مثل محمد الفاتح وسليمان القانوني ومصطفى كمال أتاتورك.
كما اعتبرت أن تحويل البلاد إلى نظام الحكم البرلماني في نهاية عصر أتاتورك أدى إلى عدم ظهور زعيم قوي لتركيا، وأدخلها في حالة ركود.