رغم دعم أوروبي بالمليارات.. تركيا تترك اللاجئين في ظروف كارثية
تركت الحكومة السورية العديد من اللاجئين السوريين يواجهون مصيرا بائسا ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
لم تف الحكومة التركية بالتزاماتها بموجب اتفاق اللاجئين الموقع مع الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار 2016، حيث تركت السوريين يواجهون مصيرا بائسا ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
- قرارات إغلاق مخيمات الإيواء تثير مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا
- "لوفيجارو": تركيا أغلقت أبوابها بوجه اللاجئين السوريين
ووفق مجلة فوكس الألمانية، تلقت الحكومة التركية 6 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي منذ 2016 لمساعدة اللاجئين، لكن هذه الأموال لم تصل بعد إلى معسكرين للاجئين السوريين يقعان حول مدينة إزمير، جنوب شرقي البلاد.
وأضافت المجلة أن"الحكومة التركية لا تسجل اللاجئين المتواجدين في المعسكرين، ولا تضمهم لأي إحصاءات رسمية، وتتظاهر بأنها تتسامح فقط مع وجودهم على أراضيها".
ونتيجة للغياب التام لحكومة رجب طيب أردوغان عن المكان، تعمل منظمات غير حكومية ألمانية مثل "ستليب" ودولية غير حكومية مثل "ايميسا" على مساعدة 1000 عائلة من اللاجئين المنسيين في المنطقة المحيطة بإزمير، وتقدم لهم الطعام والدواء واحتياجات الأطفال.
ورافقت مجلة فوكس فريق عمل منظمة ستليب خلال زيارته للمعسكرين الواقعين على بعد 20 كم من إزمير، في حضور حارس مرمى المنتخب الألماني السابق تيمو هيلدبراند الذي يعمل على تقديم المساعدات ضمن فريق المنظمة منذ 2016.
وقال هيلدبراند إنه زار المعسكرين لأول مرة عام 2017، ورغم مرور عامين على هذا التاريخ، لم يتغير شيء، وتدهورت الأوضاع الإنسانية أكثر وأكثر.
وتابع: "الوضع كارثي لأنهم يتركون الناس هنا لمصيرهم، والأطفال والشبان لا يملكون أي مستقبل"، مضيفا "لا أعلم ما الذي يجب أن يحدث لإخراج الناس من هذا المكان.. إذا رأيت الأطفال هنا ستعلم أن الوضع كارثي ولا يوجد أمل".
بدورها، قالت لاجئة من دير الزور شرقي سوريا، للمجلة: "جئت إلى المخيم مع أبنائي الثلاثة وعائلاتهم منذ 5 سنوات، ولم أغادره منذ ذلك الحين".
وتابعت "فقدت عيني اليسرى بسبب مضاعفات مرض السكري لأني لم أتلق أي علاج أو رعاية طبية".
وأوضحت السيدة السورية "نحن نعمل في المزارع المحيطة بالمخيم، أحيانا نتلق أجرا زهيدا جدا، وأحيانا نعمل بلا أي أجر"، مضيفة "أحيانا يكون لدينا خبز وأحيانا لا".
واستطردت "ماذا علينا أن نفعل.. لا نعرف ما سيحدث في المستقبل، الله وحده يعلم".
ووفق مجلة فوكس، فإن اللاجئين في هذه المعسكرات كانوا فقراء بالأساس في سوريا، ولا يملكون المال لتمويل رحلة إلى أوروبا، وبالتالي هم الأكثر استحقاقا لأموال المساعدات الأوروبية.
وأوضحت أن هؤلاء اللاجئين يعملون في المزارع صيفا في أوضاع عمل تستغلهم بقسوة مقابل أجور لا تؤمن الحد الأدني من أي شيء أساسي في حياة الإنسان، فيما يمكثون في المخيم شتاء يصارعون ظروف طقس قاسية دون أي مساعدات، ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
ويعاني الأطفال بشكل خاص من الأمراض والبرد دون أي رعاية. وفي الشتاء الماضي، نجحت منظمتا ستليب وايميسا في توفير 70 موقدا للناس في المخيمين من تبرعات أتت بالأساس من ألمانيا، ولم تتلق المنظمتان أي دعم من الحكومة التركية.
ونقلت المجلة عن هيلدبراند قوله "نحاول مع منظمتنا إلقاء قطرة في المحيط ونبذل قصارى جهدنا.. نحن لا نتلق أي مساعدات أو دعم سياسي، ونحاول أن نساعد بشكل عملي، ولو قليلا".
وتقول الحكومة التركية إنها قدمت الدعم الانساني إلى ١.٦ مليون لاجئ من أصل ٤ ملايين يتواجدون على أراضيها عبر ٨٠ مبادرة دعم إنساني.
لكن المؤسسات الأوروبية حذرت في نهاية ٢٠١٨ من أن ٤٠ من أصل ٨٠ مبادرة دعم للاجئين تمول بالأموال الأوروبية في تركيا، لا تعمل بشكل كفء وغير ناجحة في تحقيق أهدافها.
المجلة اختتمت تقريرها قائلة: "في ظل التزام الاتحاد الأوروبي بتسديد مليارات اليوروهات لتركيا حتى ٢٠٢٥ بموجب اتفاق اللاجئين، يجب أن يشارك في مراقبة إنفاق هذه الأموال، وهل يتم الأمر بكفاءة أم لا".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تطبيق اتفاق اللاجئين مع تركيا بشكل أكثر صرامة، مقرة ضمنا بوجود مشاكل في تطبيقه.
وفي مارس/آذار ٢٠١٦، وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقا حول اللاجئين مع تركيا، تلتزم فيه الأخيرة بالحد من تدفع اللاجئين إلى اليونان انطلاقا من أراضيها، مقابل دفع بروكسل مساعدات لتركيا توجه بالأساس لدعم اللاجئين في الأراضي التركية.
وينص الاتفاق على منح أنقرة مساعدات أوروبية تقدر بـ ٦ مليارات يورو بنهاية ٢٠١٨، على أن تتلقى مساعدات مماثلة على فترات حتى عام ٢٠٢٥.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز