أردوغان وإسطنبول.. هزيمة تسقط قناع ديمقراطيته الزائفة
تحرير إسطنبول من هيمنة العدالة والتنمية وفوز المعارضة جعلت أردوغان ينشر الاتهامات يمنة ويسرة حتى بات موضع تندر من قبل الأتراك
الهزيمة المذلة التي سحقت مرشح حزب العدالة والتنمية في إسطنبول التركية، وقدمت المدينة على طبق من ذهب إلى المعارضة؛ ما أثار جنون الرئيس رجب طيب أردوغان، وتكفلت لوحدها بكشف تناقضاته وعقده وديمقراطيته الزائفة.
وبتحرير إسطنبول من هيمنة حزب أردوغان (العدالة والتنمية) وفوز المعارضة في سابقة تعد تاريخية، جعلت الرجل ينشر الاتهامات يمنة ويسرة، حتى بات موضع تندر من قبل شعبه.
وسارع أردوغان إلى وصف نتائج الانتخابات التشريعية المقامة ببلاده نهاية مارس/آذار الماضي، بـ«المزورة»، وطالب بإعادة فرز الأصوات بمدينة نشأته.
وحتى في حال رفض لجنة الانتخابات طلب حزب العدالة والتنمية بإعادة فرز الأصوات في 31 قضاء من جملة أقضية إسطنبول الـ39، وضع أردوغان «مخططا» لتجاوز هذه العقبة، وكأن لجنة الانتخابات «النزيهة» حين يفوز، تصبح «منحازة» حين يواجهه الواقع بحقيقته المرة.
أردوغان قال إنه سيقوم، في هذه الحال، بالتقدم ببلاغات إلى النيابات العامة التي ستتخذ بدورها الإجراءات اللازمة، زاعما أن الانتخابات شهدت سرقة للأصوات وأن اللجوء للجنة العليا للانتخابات كان موجها للتدخل المنظم بصناديق الاقتراع.
وأضاف أردوغان أن الأمر سيدار على هذين المحورين، معربا عن أمله في أن ينتهي الأمر بـ«الطريقة الأمثل»، أي أن تعود إسطنبول إلى حزبه ولو على جثة الديمقراطية.
وتضم مدينة إسطنبول 10 ملايين و570 ألفا و939 ناخبا مسجلين في 31 ألفا و186 صندوقا.
وأظهرت نتائج رسمية غير نهائية تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم بنحو 16 ألف صوت.
لجنة الانتخابات ترفض
ضربة موجعة وصفعة وجهتها لجنة الانتخابات برفضها طلب حزب أردوغان، بإعادة فرز الأصوات في 31 منطقة في إسطنبول.
وهذا القرار جاء عقب اجتماع استمر ساعات، وقررت اللجنة في نهايته إعادة فرز 51 صندوقاً فقط في مناطق من المدينة، فيما تأجل النظر في طلب إعادة الانتخابات في قضاء بيوك شاكمجة.
هذا القرار نزل كالصاعقة على حزب أردوغان الذي حاول تدارك هزيمته في العاصمة أنقرة، لكن دون جدوى، لتسقط جميع مساعيه في الماء، تاركا وراءه هالة من السخرية على خلفية تضارب تصريحاته، وفضحها لسياسته القائمة على ديمقراطية زائفة يستحضرها وفق أهوائه.
ففي تصريح لافت، قال أردوغان، أمس الإثنين، إنه "لا يمكن أن يعلن أحد أنه فاز بفارق ثلاثة عشر أو أربعة عشر ألف صوت في إسطنبول"، وذلك في إشارة أخرى للمماطلة وإطالة المدة رغم أنه لا حاجز قانوني يمنع تنصيب إمام أوغلو رئيسا لبلدية إسطنبول.
وفي تعليقات ساخرة على تصريحات أردوغان، تناقل أتراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلمات قالها في أنقرة قبل 26 يومًا من الاستفتاء المقام بالبلاد في 16 أبريل/نيسان 2017، أكد خلالها "أهمية الصوت الواحد الزائد" في الانتخابات الرئاسية.
صوت واحد زائد له وزنه حين يصب في صالح أردوغان، لكن آلاف الأصوات لا قيمة لها حين يتعلق الأمر بخصومه، وهي مقاربة متناقضة أثارت غضب الأتراك من جديد ضد "رئيس مشحون بالتضارب والنفاق السياسي".
سقطة سياسية أخرى لا يقبلها حتى حلفاء أردوغان نفسه، حيث أكد دولت بهجالي، رئيس حزب الحركة القومية والحليف الانتخابي لحزب العدالة والتنمية، عشية الاقتراع، أنه يمكن لأي حزب الفوز بالانتخابات ولو بفارق صوت واحد.
الليرة تتراجع عقب تصريحات أردوغان
تصريحات أردوغان كان لا بد أن تكون لها تداعيات وكلفة اقتصادية أيضا، حيث استهل الدولار الواحد تعاملات الإثنين عند مستوى 5.62 ليرة ليرتفع في أعقاب حديث الرئيس التركي عن «تزوير» الاقتراع في إسطنبول.
ووفق بيانات نقلتها صحيفة "زمان" التركية، ارتفع الدولار في تمام الساعة 10 صباحا إلى 5.71 ليرة، فيما بلغ سعر صرف اليورو 6.40 ليرة.
وبحسب المصدر نفسه، تتزايد حالة الغموض في تركيا بسبب عدم تسلم إمام أوغلو رئاسة بلدية إسطنبول.
aXA6IDE4LjIxOC4yNDUuMTc5IA==
جزيرة ام اند امز