أكاديمي تركي: نتائج الانتخابات حطمت قاعدة حزب أردوغان
الدكتور يالجين قارا تبه يؤكد أن نتائج الانتخابات كسرت الصورة التي كانت سائدة داخل حزب العدالة والتنمية وهي عدم خسارة أي استحقاق انتخابي
قال الدكتور يالجين قارا تبه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أنقرة التركية، إن نتائج الانتخابات المحلية التي وصفها بـ"ضربة كبيرة للصورة السياسية لأردوغان"، حطمت القاعدة الجماهيرية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وبحسب الموقع التركي "خبردار"، أوضح الأكاديمي التركي أن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في 31مارس/آذار الماضي كانت كفيلة بكسر الصورة النمطية التي كانت سائدة داخل حزب العدالة والتنمية، وهي أن الحزب بقاداته لا يخسرون أي استحقاق انتخابي يخوضونه، وأنه سيبقى مسيطرًا على مقاليد الحكم منفردًا.
أردوغان الخاسر الأول
وأكد الدكتور يالجين قارا تبه أن أردوغان هو الخاسر الأول من هذه الانتخابات، رغم ما يتم ترويجه بأن تحالفه وحزبه هو الحاصل على المركز الأول من حيث عموم الأصوات التي حصلوا عليها.
ولفت إلى أن "الجهود المضنية التي يبذلها أردوغان، منذ إجراء الانتخابات، للحيلولة دون تسبب نتائج الأخيرة في إحداث هزة بالقاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وبالتالي إحداث حالة من اليأس والتشاؤم بين المنتمين إليه".
كما شدد على أن "خسارة النظام الحاكم لمدينة إسطنبول تعد هزيمة نكراء، وهذا بالطبع يرجع إلى القوة الاقتصادية الكبيرة التي تتجسد في هذه المدينة".
وتابع في ذات السياق قائلا: "وإلى جانب التداعيات الاقتصادية لخسارة المدينة، هناك أيضًا تبعات سياسية طويلة الأجل ستكون لها هي الأخرى نتائج ثقيلة بالنسبة لأردوغان الذي يعرف ذلك جيدًا، ومن ثم يحاول جاهدًا لخلق انطباع بأنه لم يتعرض لأي هزيمة بإسطنبول".
الاعتراف بالهزيمة
بدوره، أوضح الأكاديمي التركي أنه رغم مرور أكثر من أسبوع على إجراء الانتخابات فإن اللجنة العليا للانتخابات في البلاد لم تعطِ بعد قرارها النهائي بشأن إسطنبول، مضيفًا "غير أن تصريحات الرئيس التركي أثناء توجهه لزيارة روسيا، الإثنين، حملت تلميحات بأن الانتخابات انتهت بالمدينة".
وبيّن أن "التصريح الذي أدلى به أردوغان آنذاك يشير إلى أنه أقر بنتائج الانتخابات في إسطنبول، موضحاً ان قوله:" لا يحق لهم التباهي بالنصر والفارق في الأصوات 13-14 ألف صوت فقط" الهدف منه هو التقليل من شأن فوز المعارضة بالمدينة.
وأكد قارا تبه أن أردوغان يريد بترديد مثل هذه العبارات أن يقول "لقد خسرنا لكن لم نهزم"، ويريد كذلك بث روح الأمل في القاعدة الشعبية لحزبه، وأنهم يمتلكون القوة التي تمكنهم من تلافي مثل هذه الخسارة مستقبلا".
وعن الدعوى المطالبة بإعادة الانتخابات بإسطنبول، قال الأكاديمي التركي "كما تعلمون الاقتصاد التركي يمر بأزمة عميقة للغاية، وإعادة تلك الانتخابات سيلحق مزيدًا من الأضرار بهذا الاقتصاد".
وأضاف: "كما أن إلغاء تلك الانتخابات سيفهم على أنه ضربة ألحقت بالنظام القانوني الذي قل اعتباره بشكل ملحوظ في تركيا خلال الآونة الأخيرة، وبالتالي إذا تم الذهاب في هذا الاتجاه، فإنه لن يكون هناك ضمان لأي شيء بالبلاد".
وأوضح أن "المستثمرين في ظل هذه التطورات لن تكون لديهم أي ثقة في النظام القانوني التركي، وسيشككون في قدرة هذا النظام على حفظ حقوقهم وأموالهم".
وجرت الانتخابات المحلية التركية، يوم 31 مارس/آذار الماضي؛ لاختيار رؤساء بلدية لـ30 مدينة كبرى و1351 منطقة، بالإضافة إلى 1251 عضو مجلس ولاية و20 ألفاً و500 عضو مجلس بلدية.
ومني الحزب الحاكم بزعامة أردوغان بخسارة كبيرة في المدن الكبرى، كمدينة إسطنبول التي فاز برئاسة بلديتها وفق نتائج أولية مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو الذي حصل على 48.80%، مقابل 48.55% لمنافسه مرشح أردوغان المخضرم بن علي يلدريم رئيس البرلمان السابق.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز