أردوغان يعنف نوابا طالبوه بعدم تحدي أكرم أوغلو
أردوغان احتد بشدة وهو يرد على نواب في المقر العام لحزب العدالة والتنمية لدرجة وصلت إلى حد تعنيفهم.
هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نوابا بالبرلمان طالبوه خلال اجتماعه بهم، الجمعة، بعدم الدخول في تلاسن وسجال مع رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، حول مشروع قناة إسطنبول.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الذي أكد أن أردوغان التقى بنحو 50 نائبا في المقر العام للعدالة والتنمية، بالعاصمة أنقرة، واجتمع بهم لأكثر من 3 ساعات.
وذكرت الصحيفة أن نوابا بالبرلمان قالوا لأردوغان خلال اللقاء: "أنت رئيس جمهورية، فلا يليق بمنصبكم الدخول في سجال مع رئيس بلدية"، فرد عليهم الأخير قائلا: "مشروع القناة مشروعي، ولا بد أن أتدخل".
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان احتد بشدة وهو يرد على النواب في هذه النقطة، لدرجة وصلت لحد تعنيفهم.
ويصر أردوغان على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، وذلك على الرغم من تأكيد الخبراء الجيولوجيين على أنه سيتسبب في حدوث كوارث بيئية حال تنفيذه.
وكان اتحاد الغرف التركية للمهندسين، قد أصدر في مايو/أيار 2018، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة.
كما سيتسبب المشروع في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة كوتشوك شكجمة، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.
ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.
ونبه إلى أن القناة ستدمر حوضين يزودان قرابة ثلث إسطنبول بالمياه العذبة، وستزيد ملوحة المياه الجوفية، مما سيؤثر على الأراضي الزراعية، وصولاً إلى منطقة تراقيا المجاورة، فضلا عن أن مشروع القناة سيزيد أيضاً مستويات الأكسجين في البحر الأسود، وسيؤثر بالسلب على الحياة البرية.
خبراء البيئة أكدوا أيضا أن بناء 3 مجموعات من الجزر الصناعية قبالة الساحل في بحر مرمرة، باستخدام الأتربة التي سيتم استخراجها من عمليات الحفر، ستسبب تلوثا بيئيا كبيرا.
وكان أردوغان أعلن في 2011، رسميًا، عندما كان رئيسًا للوزراء حينها، عن مشروع القناة لربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
ورغم هذه المعارضة الشديدة، فإنه يصر في كل مناسبة على عزمه تنفيذه، وكان آخر ذلك تصريحات أدلى بها قبل أيام، حينما قال في تحد للمجتمع بأكمله: "مشروع إسطنبول سينفذ شئتم أم أبيتم"
وتتراوح تكلفة المشروع بين 15 و20 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقًا لما ذكرته بيانات وزارة النقل والبنية التحتية التركية، ومن المخطط أن يتم الانتهاء من أعمال حفر المشروع بحلول عام 2023.
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.
وكان الرئيس أردوغان، وجه في يناير/كانون ثان الماضي انتقادات لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، أبرز معارضي المشروع وتحداه بإتمام مشروع القناة، مؤكدا: "هذه المشروعات مهمة للغاية، وكبيرة، لدرجة أنها لن تترك للإدارة المحلية في المدينة".
من جهته شدد إمام أوغلو على ضرورة منع تنفيذ المشروع، قائلًا: "أنا أدعو المسؤولين في أنقرة. أرجعوا عن هذا الخطأ، ولا تحاولوا إهانة الشعب بخطأ لا يمكن الرجوع عنه.. لن ندع لكم الفرصة لهذه الإساءة الكبيرة في حق هذه المدينة".
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg
جزيرة ام اند امز