سلاسل بشرية لسكان إسطنبول رفضا لمشروع أردوغان
المحتجون رفعوا لافتات عبروا من خلالها عن رفضهم مشروع الرئيس التركي، حمل بعضها "لن نسمح بتنفيذ المشروع"، و"إما القناة وإما إسطنبول".
شهدت مدينة إسطنبول، الأحد، وقفة احتجاجية، نظمها سكان المدينة؛ اعتراضاً على مشروع قناة إسطنبول المائية الذي يصر الرئيس رجب طيب أردوغان على تنفيذه، رغم أضراره الجسيمة على الاقتصاد التركي.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الذي أشار إلى أن المئات احتشدوا في ميدان "صاري غازي" الواقع بحي "سنجاق تبه" في المدينة.
وشكّل المحتجون سلسلة بشرية وهم يرفعون في أيديهم لافتات عبروا من خلالها عن رفضهم المشروع، كتب في بعضها "لن نسمح بتنفيذ المشروع"، و"إما القناة وإما إسطنبول".
- حزب داود أوغلو يدعو لإلغاء النظام الرئاسي لفشل أردوغان
- "الشعب الجمهوري": نستعد لحكم تركيا بعد إزاحة أردوغان
والجمعة، دشن الأتراك بشكل عام، لا سيما سكان إسطنبول بشكل خاص، حملة إلكترونية للتعبير عن رفضهم تقرير "تقييم الأثر البيئي" الخاص بمشروع قناة إسطنبول المائية، الذي صادقت عليه مديرية البيئة والتخطيط العمراني بالمدينة، في اليوم نفسه.
وجاء تدشين الحملة تحت وسم "نحن لا نوافق على تقرير الأثر البيئي"، الذي انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ونشر الوسم المذكور آلاف المواطنين والمئات من منظمات المجتمع المدني المعنية بالبيئة؛ للتعبير عن رفضهم الشديد لمشروع القناة، الذي يصر نظام أردوغان على تنفيذه رغم مخاطره البيئية الشديدة.
وقالت إحدى هذه المنظمات على حسابها الرسمي بموقع "تويتر" إن "قبول تقرير الأثر البيئي لمشروع قناة إسطنبول انتهاك للإرادة الشعبية، والعلم والقانون".
منظمة أخرى أكدت في إشارة لنظام أردوغان أنه "على مدار سنوات وأنتم تقتلون إسطنبول، وها أنتم ثانية تريدون قتلها من خلال مشروع القناة؛ لكننا لن نسمح لكم بذلك".
يذكر أن التقرير انتهى إلى زعمه أن المشروع لا يشكل أي مخاطر بيئية أو جيولوجية على إسطنبول، ما يعني تأييد وجهة نظر النظام الحاكم، رغم أن هناك تقارير أخرى تقول عكس ذلك.
والإثنين الماضي، كان سكان المدينة قد شكلوا سلاسل بشرية امتدت لعدة كيلومترات في محيط بحيرة "كوتشو جكمه جه" بالمدينة، للتعبير عن رفضهم المشروع.
كما أصدر اتحاد الغرف التركية للمهندسين، في مايو/أيار 2018، تقريراً أكد فيه رفضه حفر القناة، محذراً من أن المشروع سيدمر موقعاً أثرياً قريباً من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسوف يتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة كوتشوك شكجمة، وسوف يهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.
ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصاً أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقاً لمركز تحليل البيانات التركية.
ونبه الاتحاد إلى أن القناة ستدمر حوضين يزودان قرابة ثلث إسطنبول بالمياه العذبة، وستزيد ملوحة المياه الجوفية، مما سيؤثر على الأراضى الزراعية، وصولاً إلى منطقة تراقيا المجاورة، فضلاً عن أن مشروع القناة سيزيد أيضاً مستويات الأكسجين في البحر الأسود، وسيؤثر بالسلب على الحياة البرية.
خبراء البيئة أكدوا من جهتهم، أن بناء 3 مجموعات من الجزر الصناعية قبالة الساحل في بحر مرمرة، باستخدام الأتربة التي سيتم استخراجها من عمليات الحفر، ستسبب تلوثاً بيئياً كبيراً.
وأعلن أردوغان في 2011، رسمياً، عندما كان رئيساً للوزراء حينها، عن مشروع القناة لربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
ورغم هذه المعارضة الشديدة، فإنه يصر في كل مناسبة على عزمه تنفيذه، وكان آخر ذلك تصريحات أدلى بها قبل أيام، حينما قال في تحدٍ للمجتمع بأكمله "مشروع إسطنبول سينفذ شئتم أم أبيتم".
وتتراوح تكلفة المشروع بين 15 و20 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقاً لما ذكرته بيانات وزارة النقل والبنية التحتية التركية. ومن المخطط أن ينتهي من أعمال حفر المشروع بحلول عام 2023.
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومتراً وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.