لإرث الدم بين تركيا والعرب حكايةٌ تطول، فصولها المباشرة في التاريخ المعاصر وحده امتدت لتطال شمالي العراق وسوريا والآن ليبيا
كلما زاد تورط رجب طيب أردوغان في بؤر التوتر التي زادها تأججا تدخله المباشر، كان إسهامه في تضخيم إرث الدم العربي التركي أكبر وأعمق.
فمع إعلان الخليفة الموهوم أكثر من مرة استعداده لإرسال قواته إلى ليبيا لدعم حكومة السراج، ورصده الرحلات الجوية والشحنات البحرية لنقل آلاف المرتزقة من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا، ولنقل أنواع الأسلحة المختلفة، من مدرعات وآليات وطائرات مسيّرة، يصبح واضحاً للجميع مدى تلوّث يديه بالدم العربي، أمس واليوم، وغداً.
فإلى جانب وصول عدد مرتزقة تركيا المنضمين إلى مليشيات السراج في طرابلس، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى نحو 4700 في رقم مرشح للارتفاع في الأيام المقبلة، ومع انخراط القوات التركية غير المعلن في المعارك في طرابلس، يصبح من المؤكد أنّ تصدير أردوغان لأزماته الداخلية مستمر دونما إدراك لمخاطر استعداء العالم العربي وإحياء مخاوفه من السيطرة التركية التي استمرت احتلالاً مباشراً لبلاد العرب ما يزيد على خمسمئة عام، والخوف المتزايد لدى المجتمعات غير العربية من أرمن وأكراد، وهي التي عانت الأمرين من الإبادة الجماعية والجرائم التي ارتكبها الأتراك بحقها.
في حقيقة الأمر، يعكس سلوك أردوغان وحزبه في المنطقة العربية، بالتوازي والتناغم مع سلوك الملالي ومرتزقته، نزوعاً همجياً لسياسات القتل والجريمة المنظمة، إما مباشرةً أو عبر أدواتهم من مرتزقة المال والعقيدة الإخوانية، وما مثال سرقة آثار المدينة المنورة ببعيد، لتكتمل الحلقة نفسها بسرقة آثار سوريا والعراق.
ولإرث الدم بين تركيا والعرب حكايةٌ تطول، فصولها المباشرة في التاريخ المعاصر وحده امتدت لتطال شمالي العراق وسوريا والآن ليبيا، قصفاً وقتلاً وتدخلاً عسكريا مباشراً، وتفتيتاً لكيان الدولة وسرقة مواردها، والاتجار بالبشر وأعضائهم إضافةً إلى سرقة الآثار وتهريب اللاجئين، بالتواطؤ مع الإرهابيين المتطرفين كما جرى في سوريا، ويجري الآن في ليبيا.
يعمد أردوغان إلى إعلاء الشعارات البراقة، معلنا مبادئه الإنسانية في التضامن مع الشعوب والسعي لتحقيق أحلامها، بينما ينزلق في حقيقة الأمر إلى الدرك الأسفل من الفاشية السياسية والميكافيلية الانتهازية، في انحيازه العنصري ضد الدول العربية والإنسانية جمعاء، يبتزّها ويستفزها حيناً بالسلاح وأحياناً أخرى باللاجئين يضعهم في مراكب الموت لتهديد أوروبا بهم، كما أنه يمارس علناً ومعه مستشاروه وأبواقه، التدخل في شؤون الدول العربية، وشتم من يشاؤون تبعا لأجندة تواطئهم الآثم مع نظام الملالي في طهران، في إطار مؤامرة مشتركة واحدة يسعون عبرها لبناء نموذج الدولة الدينية يكون الحاكم فيها متسلطاً على البلاد والعباد بسلطة يستمدها من تزوير جماعته للتاريخ وتحريفهم لمبادئ الدين الحنيف.
ففي حقيقة الأمر، يعكس سلوك أردوغان وحزبه في المنطقة العربية، بالتوازي والتناغم مع سلوك الملالي ومرتزقته، نزوعاً همجياً لسياسات القتل والجريمة المنظمة، إما مباشرةً أو عبر أدواتهم من مرتزقة المال والعقيدة الإخوانية، وما مثال سرقة آثار المدينة المنورة ببعيد، لتكتمل الحلقة نفسها بسرقة آثار سوريا والعراق ووضع اليد على الثروات الطبيعية من النفط والغاز في البر والبحر الليبيين.
إنه إرث الدم يزداد أثراً بين شعبين وأمتين، كان الأجدى لهما أن يتمتعا بعلاقات جوار طبيعية، في إطار الاحترام المتبادل، لولا مجرمو السياسة ولصوص الحكم الذين أبوا إلا أن يجعلوها علاقات احتراب ومواجهة، علينا أن نبذل فيها أقصى الممكن، كي لا تصبح حقوقنا في خبر كان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة