"نعيق الغراب".. أردوغان يناهض مساعي السلام بقره باغ
إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي يقول، إن أنقرة تريد حلا دبلوماسيا، لكن أي جهود لا تطالب بانسحاب أرمينيا سيكون مصيرها الفشل.
لا يتوقف نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن سكب الزيت على النار في القوقاز، ومحاولة عرقلة الجهود الدولية الرامية لإنهاء القتال المشتعل بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ.
ومع بدء محادثات بين باكو ويريفان، الجمعة، في موسكو لإيقاف أعنف قتال في المنطقة منذ نحو 25 عاما، سعى أردوغان لنفخ سمومه، والزعم أن محاولات وقف إطلاق النار ستفشل.
تصريحات أردوغان، الجمعة، حول جهود السلام الدولية في القوقاز، ليست جديدة، فهو يسعى دائما لإفشالها وجر المنطقة لحرب تقضي على الأخضر واليابس، سواء بتصريحاته المعادية للسلام، أو بتحركاته وبإرساله مرتزقة للقتال بجانب أذربيجان.
ولطالما جاهر الرئيس التركي بعدائه لأرمينيا، وخلال الصراع المشتعل حاليا سكب الزيت على النار، داعما أذربيجان تارة، وداعيا أرمينيا إلى إنهاء ما وصفه بـ"باحتلالها أراضي أذربيجان" تارة أخرى، نافخا سمه بالصراع المشتعل الذي أودى بحياة المئات حتى الآن.
عداؤه لأرمينيا ظهر بوضوح في تصريحات، الجمعة، حيث أكد أن الجهود التي تبذلها فرنسا والولايات المتحدة وروسيا لوقف القتال في ناغورني قرة باغ، مصيرها الفشل ما لم تنسحب قوات أرمينيا من الإقليم.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي، إن أنقرة تريد حلا دبلوماسيا، لكن أي جهود من مجموعة مينسك لا تطالب بانسحاب أرمينيا سيكون مصيرها الفشل.
وأضاف في تصريحات صحفية، "إذا كانوا يطالبون بوقف إطلاق نار فحسب، وإذا كانوا سيسعون لوقف إطلاق نار فحسب فلن يحدث شيء أكثر من تكرار ما فعلوه على مدى الثلاثين عاما الماضية، والفشل شبه مؤكد ما لم تشمل الجهود أيضا خطة تفصيلية لإنهاء الاحتلال".
تصريحات أردوغان التي جاءت في خروج واضح عن المنطق والأعراف الدولية، التي ترتكز على وأد الصراعات بين الدول، تأتي مع بدء محادثات بين أرمينيا وأذربيجان حول قره باغ تستضيفها روسيا.
وأوفدت باكو ويريفان وزيري خارجيتهما، إلى موسكو لإجراء مفاوضات سعى إليها الكرملين، ما يشكل أول بصيص أمل لوقف القتال الذي اشتعل في 27 سبتمبر/أيلول، وذلك بعد يوم من إطلاق فرنسا وروسيا والولايات المتحدة جهودا دبلوماسية في جنيف لحل الصراع.
وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف، الجمعة، إفساح المجال أمام "فرصة أخيرة" لأرمينيا من أجل حل النزاع سلمياً في منطقة ناغورني قره باغ.
وقال في كلمة متلفزة "نمنح فرصة لأرمينيا لحل النزاع سلمياً، إنّها فرصتها الأخيرة، سنعود بأي حال إلى أراضينا، إنّها فرصة أرمينيا التاريخية".
وواصلت تركيا في سكب الزيت على نار الأزمة، بتأكيد وزير الدفاع خلوصي أكار، أن هجوم أذربيجان لن يتوقف حتى تسحب أرمينيا قواتها وغيرهم من الإرهابيين الذين جلبتهم إلى المنطقة.
وأضاف في بيان "لا ينبغي أن يتوقع أحد من أشقائنا الأذربيجانيين التوقف حتى ينتهي الاحتلال ويُطرد الإرهابيون والمرتزقة من هناك".
الدعم التركي لأذربيجان، الذي نفاه وبشكل قاطع أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لم يتوقف عند حد التصريحات العدائية أو مساعي أنقرة لإشعال الصراع التاريخي بين الطرفين، بل وصل إلى إرسال مرتزقة سوريين موالين لأردوغان للقتال بجانب القوات الأذرية.
وتقول أرمينيا عن الدعم التركي لأذربيجان إن تركيا نقلت نحو 4000 مسلح من شمال سوريا إلى أذربيجان للمشاركة في القتال الدائر حاليا بين باكو ويريفان، بشأن إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه.