أردوغان يلجأ إلى "مذبحة سربرينتسا" في صراعه مع هولندا
الرئيس التركي يتهم هولندا بالمسئولية عن قتل 8 آلاف بوسني عام 1995 في منطقة كانت قوة عسكرية هولندية مكلفة بحمايتها
في تصعيد للتوتر بين البلدين، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، هولندا بأنها "قتلت أكثر من 8 آلاف بوسني مسلم" في سربرينيتسا عام 1995.
وقال أردوغان في خطاب: "لا علاقة لهم بالتحضر ولا بالعالم الحديث، إنهم من قتل أكثر من 8 آلاف بوسني مسلم في البوسنة والهرسك خلال مجزرة سربرينيتسا".
وسربرينيستا هي الجيب الذي كان خاضعاً لحماية جنود حفظ السلام الهولنديين العاملين ضمن قوة الأمم المتحدة خلال أزمة البوسنة والهرسك.
ووقعت فيها مذبحة راح ضحيتها آلاف المسلمين، رغم أن الأمم المتحدة أعلنت أن هذه المنطقة آمنة بالنسبة لهم.
واجتاح الصرب المنطقة وطردوا الجنود الهولنديين الذين كان معهم أسلحة خفيفة.
وفي عام 2002 فتح البرلمان الهولندي تحقيقاً حول ما تردد عن تآمر بعض ضباطه للتستر على المسئولين عن المذبحة.
وعلى وقع هذه المذبحة قدمت الحكومة استقالتها، كما استقال أحد جنرالات الجيش.
من ناحية أخرى، واصل أردوغان توجيه اتهامات بالنازية والفاشية لأوروبا قائلا، إن "ذهنية فاشية" تسود في شوارع أوروبا.
وفي المقابل تتهم دول أوروبية تركيا بارتكاب مذابح للأرمن، بعضهم يرتقي إلى وصفها بـ"الإبادة الجماعية".
والعام الماضي تبنى مجلس النواب الألماني قرارا رمزيا يعتبر مذبحة الأرمن التي ارتكبتها القوات العثمانية عام 1915 "إبادة جماعية"، في خطوة أثارت غضب الحكومة التركية وترحيب أرمينيا.
ويقول الأرمن، إن 1.5 مليون أرمني قتلوا بشكل منهجي قبيل انهيار السلطنة العثمانية، فيما تحدث عدد من المؤرخين في أكثر من 20 دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة.
ويأتي التصعيد التركي- الأوروبي على خلفية تنظيم تركيا استفتاء على تعديلات دستورية توسع صلاحيات أردوغان وتنقل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي 16 أبريل/نيسان المقبل.
وعلى وقع هذا الاستفتاء نشبت أزمات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة بين أوروبا وتركيا؛ حيث يصر أردوغان على أن ينظم وزراؤه حملات دعائية وتجمعات حاشدة للجالية التركية بالدول الأوروبية بالرغم من عدد من الدول الأوروبية لهذه التجمعات.
وأرجعت الدول الأوروبية، مثل هولندا والنمسا وولايات بألمانيا، رفض إقامة هذه التجمعات إلى أسباب أمنية، ومخاوف من أن تهدد السلام الاجتماعي فيها إذا ما انتقل الصراع الداخلي في تركيا إلى الجاليات التركية في أوروبا.