أردوغان في كتاب دميرتاش.. صفحات قمع تؤجج الحرب على أرينتش
إعلان بولنت أرينتش الحليف التاريخي لأردوغان استقالته، لم تكن الأولى في خيط الانشقاقات، لكنها ضربة قوية في جدار حكم متصدع.
استقالةٌ لم تعرف أسبابها، لكن المتابع لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، بإمكانه تصفح كتاب القيادي الكردي المعتقل صلاح الدين دميرتاش، ليقرأ ما بين السطور.
صديق الأمس القريب، ومستشار الرئيس في أحلك الظروف، لم ينج من حمم أردوغان الذي جدد هجومه عليه، معتبرا أن تصريحاته الأخيرة بخصوص دميرتاش، أساءت له بشكل شخصي.
وفي اجتماع للكتلة النيابية لحزبه بالبرلمان، اليوم، قال أردوغان، إن "التوصية بقراءة كتاب كتبه أحد الإرهابيين قد أساءت إليَّ بشكل واضح"، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة.
تنكر لصديق الأمس
وسبق لأرينتش أن طالب بإطلاق سراح دميرتاش، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وعثمان كافالا الناشط والحقوقي ورجل الأعمال التركي.
واللافت أن أرينتش قال في تصريحاته إنه قرأ كتاب "العالم" لدميرتاش، وأوصى الجميع بقراءته، وهو الأمر الذي أغضب أردوغان ونظامه.
وعلى خلفية تلك التصريحات، هاجم أردوغان، أرينتش دون أن يصرح باسمه، قائلا إن "البعض يعمل على إشعال نيران الفتنة مجددا، باستغلال حديثي مؤخرا عن إجراء إصلاحات اقتصادية وقضائية".
وأضاف حينها: "لا يمكن ربط تصريحات أحد بحزبنا وحكومتنا حتى ولو كنا قد عملنا معا في السابق. موقفنا واضح وصريح ولم تحدث أي تغييرات في وجهتنا".
وفي إشارة إلى عثمان كافالا، رجل الأعمال المعتقل ضمن قضية أحداث حديقة "جيزي" بإسطنبول، قال أردوغان إن "نهاية من يشتكون تركيا بالخارج ويتنصلون من تصريحاتهم السابقة ستكون مخيبة للآمال".
وأردف "لن ندافع عمن قاموا بتمويل أحداث حديقة جيزي، لم ولن نصبح أبدا مدافعين عن ممولي تلك الأحداث ".
وأمس الثلاثاء، أعلن أرينتش استقالته من عضوية المجلس الاستشاري الرئاسي، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، مشيرا إلى أنه قدم استقالته لأردوغان الذي قبلها، في خبر أكدته الرئاسة التركية لاحقا.
أرينتش في سطور
وأرينتش؛ سياسي تركي من مواليد 25 مايو/أيار 1948، شغل منصب رئيس مجلس النواب بين عامي 2002 -2007.
كما تقلد منصب نائب رئيس الوزراء بين عامي 2009 – 2015، والمتحدث باسم الحكومة، وهي فترة كان يتولى فيها أردوغان رئاسة الوزراء.
ويعتبر أرينتش من قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وأحد أعضاء لجنته التأسيسية بجانب أردوغان والرئيس السابق عبد الله جول، وظل عضوًا بالبرلمان منذ العام 1996 حتى 2015.
واعتقل دميرتاش عام 2016 عندما كان رئيسًا لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعه الرئيسة المشاركة للحزب فيجان يوكسك داغ، على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بعدة قضايا.