زعيم المعارضة يحمل أردوغان مسؤولية خسائر الزلزال
تصريحات قليجدار أوغلو جاءت في سياق تعليقه على الزلزال الذي ضرب تركيا وكان مركزه قضاء "سيفرجه" بولاية ألازيغ
حمل زعيم المعارضة التركية قليجدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، المسؤولية عن الوضع الراهن بشأن أضرار الزلزال الأخير، مؤكدا أنه لم يتخذ التدابير اللازمة بعد التحذيرات التي أطلقها خبراء بيئة وجيولوجيون بشأن الزلازل المحتملة بالبلاد.
جاء ذلك في تصريحات صحفية لقليجدار أوغلو أدلى بها أكبر أحزاب المعارضة التركية، الأحد، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت: المعارضة.
وجاءت التصريحات في سياق تعليق زعيم المعارضة على الزلزال الذي ضرب تركيا، الجمعة الماضية، وكان مركزه قضاء "سيفرجه" بولاية ألازيغ، شرقي البلاد وبلغت قوته 6.8 درجات على مقياس "ريختر".
وقال زعيم المعارضة التركية: "يا ليت هذه الآلام لم تحدث، ويا ليت الحكومة اتخذت كافة التدابير اللازمة، ولم يحدث أي خسائر في الأرواح؛ لا سيما أن هناك تحذيرات تنبأت بزلزال ألازيغ قبل أشهر".
وأضاف قليجدار أوغلو قائلا: "نحن نعيش فترة صعبة. ما يثير مشاعري في هذه المرحلة هو احتضان المواطنين لبعضهم البعض وللضحايا المتضررين من الزلزال. اللهم أبعد عنا الآلام".
في سياق متصل، نشر علماء من قسمي هندسة الفيزياء والجيولوجيا التابعين لكلية الهندسة في جامعة إسطنبول، تقريرًا حول الفحص الأولي للزلزال المذكور.
وذكر التقرير أن "تحليل خط التصدعات الناتج عن زلزال ألازيغ، يظهر خط تصدعات شرق الأناضول. يظهر أمامنا خطًا جديدًا باتجاه اليسار، ويمتد في اتجاه الشمال الشرقي والجنوب الغربي”.
وحذر التقرير من وجود احتمالات مرتفعة للغاية لحدوث زلزال مدمر في مدن بزارجيك وبوتورجا وجنوب غرب بينغول.
وأوضح التقرير أنه "من المقرر إجراء المزيد من الدراسات التفصيلية من قبل المتخصصين في علوم الجيولوجيا والزلازل وعلوم تقسيم الأرض خلال الأيام المقبلة لفهم تلك النتائج المخيفة بشكل أوضح خلال الفترة المقبلة".
بدوره، قال البروفيسور ناجي غورور، المحاضر في جامعة إسطنبول التقنية، إن خط تصدعات الزلازل في منطقة شرق الأناضول بدأ في التهيج، مشيرًا إلى أن الزلازل التي وقعت في الفترة الماضية كانت في المدن الواقعة على خط تصدعات شمال الأناضول فقط.
وأضاف غورو، في تصريحات صحفية الأحد: "أخشى أن يكون المصير مثل التصدعات في خط شمال الأناضول"، مشيرًا إلى أن وقوع زلزال ألازيغ، يعني تهيج خط تصدعات شرق الأناضول.
وبيّن أن "الموقع نفسه شهد وقوع زلزالين سابقين الأول عام 1874 بقوة 7.1 درجة، والثاني بقوة 6.7 درجة عام "1875، مؤكدًا أن "البيانات الصادرة حتى الآن لا يمكن أن تكون دقيقة بسبب عدم توصل فرق الإنقاذ لسكان القرى المحيطة بمركز زلزال ألازيغ حتى الآن".
كما أفاد بأن "خط تصدعات شمال الأناضول نفذت طاقته في الفترة بين عامي 1939-1999 بعد حدوث عدد كبير من الزلازل بقوة أكبر من 7 درجات على مقياس ريختر، عدا الجزء الخاص بإسطنبول".
وحذر من أن خط تصدعات شرق الأناضول قد يشهد زلازل مدمرة، مشيرًا إلى أن "هذا الخط شهد زلزالا بقوة 7.4 درجة في مدينة مرعش عام 1513، وزلزالا في مدينة أمانوس بقوة 7.5 درجة عام 1872، وزلزالا بقوة 7.1 درجة في منطقة سيفرجه – بالو عام 1874، وزلزالا بقوة 6.7 درجة في بلدة سيفرجه عام 1875، وزلزالا بقوة 7.1 درجة في مدينة تشاليك هان".
وأكد أنه سبق وأن حذر السلطات التركية من ضرورة إعداد وتجهيز مدينة ألازيغ وقراها للزلزال الذي تنبأ به قبل نحو 4 أشهر، مشيرًا إلى أن السلطات لم تصغِ له.
والسبت، سلطت العديد من وسائل الإعلام التركية الضوء على مقابلة تلفزيونية أجريت مع البروفيسور غورو، قبل نحو 4 أشهر، وتنبأ فيها بحدوث زلزال ولاية "ألازيغ" الذي وقع الجمعة، ورغم ذلك لم تتعامل السلطات في البلاد بالجدية المطلوبة.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "حرييت"، كانت محطة "سي إن إن" التركية، قد استضافت قبل نحو 4 أشهر، غورور، وتحديدًا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينما توقع غورو بحدوث زلزال قاصم للظهر في محيط ألازيغ.
وأعرب غورو آنذاك عن قلقه بشأن العاصفة التي قد تأتي بعد الهدوء الذي خيم على خط الصدع في المنطقة، مشيرًا إلى أن "هذا الهدوء يشكل خطرا كبيرا في تكون الضغط والطاقة تحت سطح الأرض".
وفي تصريحات حديثة أدلى بها، السبت أيضًا؛ للتعليق على تحقق نبوءته، قال غورو، بحسب الصحيفة: "الكثير من العلماء دائمًا ما ينبهون لحدوث زلزال، في مسعى منهم لدعوة الجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن".
وحتى الآن تم تسجيل مصرع 35 شخصًا، وإصابة 1607 أشخاص، جراء الزلزال، وفق (آفاد) التي أشارت إلى أنه تم إنقاذ 45 شخصا من تحت الأنقاض أحياء، وأنه تم تدمير 75 مبنى بالكامل، وتم الإبلاغ عن 645 مبنى أصابته بأضرار بالغة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز