أردوغان يواصل قمع معارضيه ويعزل رئيس بلدية منتخبا
بدعوى "انتمائه لتنظيم إرهابي" و"الدعاية له" في إشارة لحزب العمال الكردستاني
عزلت السلطات التركية، الثلاثاء، رئيس بلدية كردية منتخبا من منصبه واستبدلته بـ"وصي" معين بقرار إداري.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية عزل محمد زريغ، رئيس بلدية قضاء "جزرة" بولاية شرناق "شرق"، بدعوى "انتمائه لتنظيم إرهابي" و"الدعاية له" في إشارة لحزب العمال الكردستاني، بحسب الموقع الإخباري التركي "تي 724".
وزعمت الداخلية التركية أنها اتخذت هذا الإجراء كتدبير مؤقت بموجب قانون البلديات رقم 5393 من المادة 127 بالدستور، لحين انتهاء التحقيقات بحقه وأن لديها أدلة تثبت إدانته.
كما أعلنت الوزارة أنها قامت بتعيين داود سنان أوغلو، قائمقام المدينة، رئيسا للبلدية بالوصاية خلفا لرئيسها المعزول.
وتم انتخاب رئيس البلدية المعزول لهذا لمنصب في الانتخابات المحلية الأخيرة التي شهدتها تركيا في الـ31 من مارس/آذار الماضي، بعد حصوله على 76.99% من أصوات الناخبين مقابل مرشح العدالة والتنمية الذي حصل على 17.6%.
وذكر بيان صادر عن ولاية شرناق أن الادعاء العام أعد مذكرة الاتهام بحق زريغ، وطالب بسجنه لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 أعوام.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية كانت قد اعتقلت 4 رؤساء بلديات "كردية" بولاية ديار بكر "جنوب شرق" في 21 أكتوبر/تشرين الأول، كان قد تم عزلهم من مناصبهم من قبل، بدعوى انتمائهم لتنظيمات إرهابية.
قرارات الاعتقال أصدرتها النيابة العامة بمدينة ديار بكر عاصمة الولاية بحق كل من عدنان سلجوق مزراقلي، رئيس البلدية الكبرى بالولاية، وكذبان يلماز، رئيس بلدية "قايا بينار" الصغرى، وأورهان آياز، رئيس بلدية "بسميل" الصغرى، وروجده نازلي أر، رئيسة بلدية "قوجه كوي" الصغرى.
وجاء قرار الاعتقال في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع المتهمين الأربعة منذ عزلهم من مناصبهم في وقت سابق، حيث توجه لهم اتهامات "الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح" والدعاية له، في إشارة لحزب العمال الكردستاني.
وكان مزراقلي قد عزل من منصبه يوم 19 أغسطس/آب الماضي، وفيما تم عزل الثلاثة الآخرين الذين تم اعتقالهم معه وقت سابق الشهر الجاري.
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أيضا أعلنت وزارة الداخلية التركية عزل سميرة نرجيز، رئيسة بلدية نصيبين بولاية ماردين، ورمزية ياشار، رئيسة بلدية يوكسك أوفا بولاية هكاري، وجهان قارامان، رئيس البلدية الكبرى بمدينة هكاري، وكلهم منتمون لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي بدعوى "انتمائهم لتنظيم إرهابي".
كما اعتقلت السلطات التركية رئيسي بلديتين "كرديتين" منتخبين و10 آخرين، من مسؤولي البلديتين، على خلفية اتهامهم بالانتماء إلى "تنظيم إرهابي مسلح" في 17 سبتمبر/أيلول الماضي.
وإلى جانب الحالات السابقة كان نظام أردوغان قد قام يوم 26 أغسطس/آب الماضي بعزل 8 من أعضاء مجالس البلديات المنتخبة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
العديد من وسائل الإعلام التركية ذكرت حينها أن وزارة الداخلية أعلنت إقالة 8 من أعضاء مجالس بلديات طوشبا، وتشالديران بولاية وان "جنوب شرق"، وإدرميت بمدينة باليكسير عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه غربي البلاد.
وأكدت وسائل إعلام تركية أن قرار عزل الرؤساء المنتخبين في أغسطس/آب وما تلاه جاء تنفيذا لتهديد سابق لأردوغان.
وفي مارس/آذار الماضي هدد أردوغان بـ"عزل وحبس" الأكراد الفائزين برئاسة البلديات، بدعوى أنهم قيد الملاحقة القضائية.
وتشهد محافظات شرق وجنوب شرق تركيا انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد، بزعم دعمهم الحزب المذكور، ما يدفعهم للتظاهر بين الحين والآخر رفضا للقمع.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA== جزيرة ام اند امز