مسؤولة كردية لـ"العين الإخبارية": جيش أردوغان ارتكب جرائم بشعة بسوريا
قوات سوريا الديمقراطية انسحبت من مدينتي رأس العين وتل أبيض تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار وحفاظا على أرواح المدنيين.
قالت مسؤولة كردية إن الجيش التركي ارتكب جرائم بشعة بحق المدنيين منذ شن هجومه على مدينة رأس العين في شمال شرق سوريا، حيث سقط نحو أكثر من 260 مدني من بينهم 30 طفلا، ونزح أكثر من 300 ألف نسمة من سكان المدينة.
وأكدت بيريفان خالد، الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية التي تمثل الأكراد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الهجوم التركي استهدف نقاطا طبية بمدينة رأس العين التي تقع تحت الحصار منذ يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأشارت إلى أن القصف التركي لم يستهدف فقط الأكراد بل شمل كافة المكونات التي تتعايش بالمدينة من عرب وسريان وآلاف النازحين من مناطق الحرب.
وأوضحت المسؤولة الكردية أن الجيش التركي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار نحو 37 مرة، من بينهم 10 غارات جوية و27 هجوما بريا، مشددة على أن قوات سوريا الديمقراطية ملتزمة بالآلية الأمنية وتشكيل منطقة أمنة.
واستطردت: "في مقابل التزمنا بالهدنة يتمادى جيش أردوغان في إبادة مكونات شمال وشرق سوريا واقتطاع مساحات من الأراضي السورية وضمها لتركيا".
ونوهت بيريفان خالد بأن قوات سوريا الديمقراطية انسحبت فقط من مدينتي رأس العين وتل أبيض بالحسكة شمال شرق سوريا، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار وحفاظا على أرواح المدنيين.
وأبرمت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الماضي، اتفاقا بشأن تعليق الهجوم العسكري على الشمال السوري لخمسة أيام شرط انسحاب الأكراد من المنطقة الحدودية.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستئناف الهجوم إذا لم ينسحب الأكراد.
وينص الاتفاق الأمريكي – التركي على انسحاب القوات الكردية من منطقة بعمق 32 كم لم يحدد طولها، مقابل وقف الهجوم العسكري التركي على الأكراد لمدة 120 ساعة.
ورغم إعلان وقف إطلاق النيران بضمان أمريكي، فإن وسائل إعلامية محلية سورية أكدت أن القوات التركية مستمرة في شن هجماتها على قرية مشراقة والقرى الغربية والشمالية ناحية تل أبيض وعين عيسى.
واعتبرت المسؤولة الكردية بيريفان خالد، أن ممارسات تركيا ضد الشمال السوري تعيد إحياء تنظيم داعش من جديد الذي يعد أخطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بعد أن قصف سجونا بالشمال السوري تتواجد بها عناصر للتنظيم، مستهدفا إطلاق سراحهم من جديد بسوريا.
وقالت إن "هدف أردوغان وجيشه هو تغير ديموغرافية المنطقة وإنشاء ممر إرهابي على طول الحدود بالشمال الشرقي السوري لجلب مزيد من الفصائل المسلحة إلى مناطقهم".
وأشارت بيريفان إلى أن الهجوم على رأس العين، يعد امتدادا لمحاولات تركيا السابقة لاحتلال جرابلس وأعزاز والباب وعفرين عبر أبشع الأساليب من تخريب وقتل متعمد وخطف وتهجير لتغير التركيبة السكانية.
وأوضحت أن الغارات الجوية والمدفعية التركية طالت مدن تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعامودا وديريك وتربة وسيبة وقامشلو وهي مناطق تشمل طوائف من العرب والسريان والآشوريين والأكراد.
ومنذ 2017، بسطت تركيا نفوذها على جزء من الحدود السورية–التركية، بين جرابلس شرقا وأعزاز غربا ومدينة الباب جنوبا، وامتدت الأطماع التركية نحو عفرين بشن عملية عسكرية في 19 يناير/كانون الثاني 2018، وعرفت باسم "غصن الزيتون" وانتهت باحتلال عفرين منتصف مارس/آذار 2018 وتهجير أكثر من 130 ألف سوري، وتسكين نازحين من الغوطة الشرقية ودوما وحماة وحمص بدلا منهم في عفرين.
وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
وأسفر التدخل العسكري التركي في الشمال السوري، الأسبوع الماضي، عن فرار 785 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب المعتقلين في مخيم عين عيسى.
aXA6IDMuMTQ0Ljk2LjEwOCA= جزيرة ام اند امز