فوضى الهجوم التركي على شمالي سوريا.. دوامة لا تتوقف

قوات تركية مدعومة بمليشيات موالية لأنقرة هاجمت عدة قرى كردية وارتكبت مجازر وحملات تصفية ضد مدنيين وسياسيين، حسب وسائل إعلام سورية

رغم إعلان وقف إطلاق النار في شمالي سوريا، واصلت قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شن هجمات متفرقة على مواقع للأكراد مخلفة خسائر بشرية وأضرارا مادية.

وهاجمت قوات أردوغان مدعومة بعصابات ومليشيات موالية للرئس التركي عدة قرى وارتكبت مجازر وحملات تصفية ضد مدنيين وسياسيين.

مجزرة وتهجير المدنيين

وقالت وسائل إعلام محلية في سوريا، إن القوات التركية شنت هجمات على قرية مشرافة، فضلا عن شنها هجمات متفرقة على القرى الغربية من كري سبي/تل أبيض والقرى الشمالية لناحية عين عيسى.

وارتكبت قوات أردوغان مجزرة للمدنيين في قرية دادات ذات الغالبية التركمانية الواقعة شرق مدينة كري سبي/تل أبيض.

وأكدت مصادر هناك، أن القوات التركية قتلت عدداً من المدنيين في القرية ووضعوا جثامينهم في مقبرة جماعية.

وأوضح المصدر أن الجيش التركي هجر أهالي قرية أم كابر (الضّعيف) شمال ناحية عين عيسى واستولى على ممتلكات المدنيين بعد تهجيرهم.

مظاهرات تطالب بطرد أردوغان

وتحت شعار "لا لقتلة الأطفال"، تظاهر المئات من أهالي الباغوز في الريف الشرقي لدير الزور تنديداً بالهجمات الوحشية التي يشنها الجيش التركي.

وشارك في التظاهرة التي انطلقت من مدخل البلدة الجنوبي، المئات من أهالي الباغوز، السوسة والشعفة وهجين، رافعين الشعارات الرافضة "للاحتلال التركي" للأراضي السورية وانتهاكاته بحق الإنسانية في ظل الصمت الدولي. 

ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها "لا للاحتلال"، "لا للتشرد لا للتهجير"، "رأس العين تتعرض لإبادة جماعية"، "ندين أي اعتداء على الأراضي السورية"، "المدنيون يقتلون وسط صمت دولي وإعلامي"، "أطفال رأس العين يقتلون بالأسلحة المحرمة دولياً"، "لا مكان لك في بلادنا يا أردوغان". 

كما رفع المتظاهرون صور الجرائم التي ارتكبها الجيش التركي خلال هجماتهم على شمال وشرق سوريا. 

وبعد تجمع المتظاهرين وسط البلدة صدحت حناجرهم بالهتافات التي تطالب بخروج المجتمع الدولي عن صمته واتخاذ موقف حازم إزاء جرائم العدوان.

جنازة شعبية لضحايا أردوغان

وبمراسم مهيبة شيع الآلاف من أهالي مدينة كوباني جثامين 5 من المدنيين الذين قتلوا على أيدي قوات أردوغان.

وبدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت، تلتها كلمة الرئيس المشترك لهيئة واجب الدفاع الذاتي في مدينة كوباني عصمت شيخ حسن، أشار فيها إلى المجازر التي ارتكبها الجيش التركي بحق الأكراد.

ودعا حسن جميع شعوب المنطقة إلى التضامن مع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ومساندتهم في التصدي لهجمات تركيا.

أردوغان لم يلتزم باتفاق الهدنة

واتهم أكراد سوريا القوات التركية والفصائل الموالية لها بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، واستهداف المدنيين، وإدخال قوات عسكرية إلى مدينة "رأس العين".

وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي تمثل الأكراد، الأحد، إنه "خلال ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار المؤقت بين قوات سوريا الديمقراطية والجانب التركي بوساطة أمريكية، لم تتوقف آلة القتل التركية ومرتزقتها عن شن الهجمات العسكرية على قواتنا". 

وأضافت في بيان لها، أن 25 من مقاتليها استشهدوا وأصيب 17 بجراح، تزامن مع ارتكاب القوات التركية لأفظع الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة سري كانييه "رأس العين".

وكشفت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن ورود حالات من داخل مدينة رأس العين ممن أصيبوا بحروق خطيرة ناجمة عن استعمال أسلحة محرمة دولياً كالفوسفور الأبيض.

وتابع البيان: "كما يستمر الاحتلال التركي بإدخال قواتٍ عسكرية إلى المدينة في خرقٍ واضح لبنود الاتفاق على وقف إطلاق النار المؤقت". 

الأكراد يستغيثون

دعا الأكراد على لسان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المجتمع الدولي للضغط على الجانب التركي بضرورة سحب قواته من المناطق التي احتلها.

كما دعوا المجتمع الدولي لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين من كافة أشكال الانتهاكات، مؤكدة أن "الدولة التي تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد شعبنا لا يمكن أن تكون مشرفة على هذه المنطقة". 

وطالبت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بلجنة فورية للتحقيق باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وللتحقيق في جرائم التصفية والإعدامات الميدانية بحق المدنيين.

ومنذ 2017، بسطت تركيا نفوذها على جزء من الحدود السورية–التركية، بين جرابلس شرقا وأعزاز غربا ومدينة الباب جنوبا.

وامتدت الأطماع التركية نحو عفرين بشن عملية عسكرية في 19 يناير/كانون الثاني 2018، وعرفت باسم "غصن الزيتون" وانتهت باحتلال عفرين منتصف مارس/آذار 2018 وتهجير أكثر من 130 ألف سوري، وتسكين نازحين من الغوطة الشرقية ودوما وحماة وحمص بدلا منهم في عفرين.