"نيويورك تايمز": ترامب يدرس إبقاء 200 جندي في شرق سوريا
الرئيس الأمريكي يسعى لتحقيق التوازن بين المصالح والأولويات فيما يتعلق بإعادة القوات الأمريكية وضمان استمرار جهود احتواء تنظيم داعش.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين، عن أن الرئيس دونالد ترامب، يميل إلى إبقاء قوة صغيرة قوامها 200 جندي أمريكي في شرق سوريا، وفقا لمسؤولين بارزين في الإدارة ووزارة الدفاع (بنتاجون).
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة (لم تحدد هويته)، أن الرئيس ترامب يميل إلى خطة البنتاجون الجديدة للإبقاء على وحدة صغيرة من الجنود الأمريكيين شرقي سوريا، قد يصل عددها إلى 200 عنصر، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وأشارت إلى أنه في حال وافق ترامب على اقتراح ترك بضع مئات من جنود العمليات الخاصة شرقي سوريا، فستكون تلك المرة الثانية خلال 10 أشهر التي يتراجع فيها عن قراره بسحب جميع القوات الأمريكية من البلاد.
- أكراد سوريا: تركيا تواصل خرق الهدنة واستخدام أسلحة محرمة دوليا
- قوات أمريكية تدخل العراق قادمة من سوريا
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أمر ترامب 2000 جندي أمريكي بمغادرة سوريا على الفور، قبل أن يتراجع لاحقا، ويوافق على انسحاب تدريجي.
وأضاف المسؤول أن الرئيس ترامب يدرس منذ الأسبوع الماضي خطة لترك بضع مئات من الجنود في شمال شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، في إطار جهود مكافحة الإرهاب، وأنه (ترامب) يؤيد الفكرة.
وأكد 3 مسؤولين آخرون من الإدارة ووزارة الدفاع أن الخيار كان قيد المناقشة بين كبار صناع السياسة والقادة الأمريكيين.
وقال المسؤول البارز في الإدارة إنه من المرجّح إبقاء القوات على طول المنطقة الحدودية العراقية -بعيدا عن منطقة وقف إطلاق النار التي تفاوض عليها نائب الرئيس مايك بينس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي.
وأوضح أن الهدف الرئيسي هو منع عودة تنظيم داعش في سوريا أو العراق المجاور، ومساعدة الأكراد على السيطرة على حقول النفط في الشرق.
وأشار إلى أن الرئيس يسعى إلى تحقيق التوازن بين المصالح والأولويات فيما يتعلق بتحقيق الهدف النهائي المتمثل في سحب القوات الأمريكية من سوريا، والوفاء بوعود حملته بإعادة الجنود الأمريكيين للديار من "حروب لا نهاية لها" وضمان استمرار الجهود المبذولة لاحتواء تنظيم داعش؛ فضلا عن الرد على الانتقادات الهدامة الموجهة لسياسته تجاه سوريا.
ولفت المسؤولون إلى أن ترامب بإمكانه وصف استمرار نشر وحدة صغيرة من القوات على أنه طريقة مدروسة ومعقولة للمساعدة في حماية الأمن الإقليمي والأمريكي دون انتهاك تعهد حملته.
وأعلنت واشنطن وأنقرة، نهاية الأسبوع الماضي، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا يمتد لـ120 ساعة، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.
وبدأت القوات الأمريكية منذ يوم أمس انسحابها من سوريا باتجاه الأراضي العراقية.
وكانت القوات التركية قد شنت هجوما عسكريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز