"لاكروا": أردوغان يعرقل جهود سوريا لتحرير أراضيها من الإرهاب
باحث فرنسي اعتبر أن أردوغان سيخرج من سوريا عاجلا أم آجلا
على خلفية التصعيد الأخير بين أنقرة وقوات الجيش السوري في إدلب، اعتبرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفتح فصلا جديدا لمفاقمة الأزمة السورية.
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن أردوغان سيضطر عاجلا أم آجلا للخروج من سوريا، وذلك لإصراره على دعم الإرهابيين وعرقلة أي جهود لتطهير البلاد منهم.
وأشارت إلى أن التصعيد في إدلب يعد أول صراع مفتوح بين هاتين القوتين المسلحتين منذ بداية الأزمة السورية، إذ خلفت المعركة 5 قتلى في المعسكر التركي و13 قتيلا على الجانب السوري.
وتحت عنوان "مخاطر المواجهة بين أنقرة ودمشق وجها لوجه في سوريا "، أوضحت الصحيفة الفرنسية أن أردوغان دخل في مواجهات مباشرة مع القوات السورية التي تسعى لتحرير إدلب من التنظيمات الإرهابية.
ووصفت الأمر بأنه يمثل عرقلة لجهود الجيش السوري لتحرير أراضيه من الإرهاب ومفاقمة للأزمة في البلد الذي مزقته الحرب.
ونتيجة لذلك التصعيد التركي في إدلب، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، اليوم الخميس، لمناقشة التطورات الأخيرة في شمال غربي سوريا، على خلفية العدوان لتركي الأخير على إدلب.
وطلبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عقد الاجتماع، وسيعرض خلاله موفد الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون الوضع في منطقة إدلب.
الوضع في إدلب
في وقت مبكر من صباح الإثنين الماضي، استهدفت القوات السورية مواقع لقوات أنقرة بعد وصول قافلة من 240 مركبة عسكرية تركية في منطقة سراقب، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
فيما ردت القوات التركية بنيران المدفعية على مواقع الجيش السوري في إدلب ومحافظتي حماة واللاذقية شمال غرب سوريا.
كما أطلق أردوغان عملية عسكرية في رابع عدوان تشنه أنقرة على مناطق شمال غربي سوريا خلال أربع سنوات.
وقال: "لقد قدمنا الرد المناسب سواء عن طريق الجو أو القصف المدفعي، سنجعلهم يدفعون الثمن".
غير أن أنقرة قالت إنها حذرت موسكو من وصول القافلة إلى منطقة إدلب "قبل يوم"، لكن الكرملين ينفي أنه كان على علم بهذه المناورة.
ووفقا لدبلوماسي أوروبي تحدث لـ"لاكروا" فقد كانت لدى موسكو وأنقرة أولويات مختلفة منذ البداية، ففيما تسعى روسيا للقضاء التام على الإرهابيين؛ تعمل تركيا على تجنب تدفق اللاجئين على الحدود.
بدوره، قال الباحث السياسي المتخصص في الشأن التركي ديدييه بيلون: "الأهمية الحقيقية الوحيدة في هذا الموقف هي الجهود السورية للقضاء على آخر معاقل الإرهابيين في شمال غرب سوريا".
واعتبر الباحث الفرنسي أن تركيا سوف تضطر عاجلا أم آجلا إلى الانسحاب من سوريا، موضحا أن أردوغان لن يفهم ذلك إلا بهذه الطريقة وهي المواجهة المباشرة.
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة: "إن التصعيد التركي العنيف جاء نتيجة تقدم الجيش السوري في إدلب والنجاح الميداني الذي حققه لتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية التي تتلقى دعما مباشرة من أنقرة".
أسباب التصعيد
تشكل محافظات إدلب، بشكل عام، شمال غرب سوريا آخر معاقل المتمردين والتنظيمات الإرهابية لا سيما هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة، فيما يريد الجيش السوري بدعم من موسكو استعادة تلك المنطقة وتطهيرها من الإرهابيين، إلا أن أنقرة تعرقل تلك الجهود.
وأِشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه لدى تركيا أكثر من 12 موقعا عسكريا في تلك المنطقة لإدارة مليشياتها في سوريا والحفاظ على السيطرة على تدفق المهاجرين على الحدود.
من جانبه، قال الدبلوماسي الأوروبي السابق متخصص في الشرق الأوسط مارك بيريني: "إن الحوادث الخطيرة بين القوات التركية والسورية هي استمرار متوقع للاتفاق الروسي التركي بشأن المنطقة الأمنية في محافظة إدلب، ولكن ذلك التصعيد التركي يفاقم أزمة السوريين وينذر بتدفق المزيد من اللاجئين".
في مايو/أيار 2017، وسط الأزمة السورية وقعت روسيا وتركيا وإيران اتفاقية في أستانا بشأن إنشاء أربع مناطق لوقف إطلاق النار، بما في ذلك إدلب، لتجنب أي تصعيد للعنف.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA= جزيرة ام اند امز