مؤيدو أوغلو.. تعاطف شعبي يرعب أردوغان
أكرم أوغلو حصد تعاطفا شعبيا كبيرا أرعب أردوغان ودفعه لاستخدام ذراعه في المهمات القذرة وزير الداخلية سليمان صويلو الذي هدد بورقة الإرهاب
أكثر من 10 ملايين ليرة تبرعات حصدتها، في أسبوع، حملة أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا لانتخابات الإعادة على منصب رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى المقررة الشهر المقبل.
- "شعار أوغلو"..أيقونة تجتاح تركيا وتثير ذعر أردوغان
- محتجون يهاجمون مرشح أردوغان بشعارات مؤيدة لإمام أوغلو
هذا التعاطف الشعبي أرعب الرئيس رجب طيب أردوغان، ودفعه على ما يبدو لاستخدام ذراعه في المهمات القذرة وزير الداخلية سليمان صويلو، لبعث رسالة مفادها أن حزبه يشكل "صمام الأمان" الوحيد للعاصمة الاقتصادية للبلاد من الإرهاب.
أوغلو.. تعاطف يرعب أردوغان
ووفق صحيفة "زمان" التركية المعارضة، أطلق حزب الشعب الجمهوري حملة تحت شعار "تبرع بـ20 ليرة على الأقل حتى يكون كل شيء جميلا"، دعما لمرشحه إمام أوغلو.
ونقلت الصحيفة عن أرول بكتاش، نائب رئيس الشؤون الإدارية والمالية للحزب بالحملة، قوله إن "الحملة تعد مهمة جدا لإظهار مدى اتحاد الشعب أمام الظلم".
وأضاف بكتاش، في تصريحات إعلامية، أن قيمة التبرعات تجاوزت في أسبوع واحد 10 ملايين ليرة.
ومن المتوقع أن تكون الحملة أكبر حملة تبرعات سياسية في تاريخ تركيا، حيث تشير المعطيات إلى وجود تعاطف كبير من سكان المدينة مع إمام أوغلو عقب إلغاء فوزه برئاسة البلدية، وابتزاز أردوغان لجنة الانتخابات حتى أذعنت لرغبته.
وقررت اللجنة إعادة التصويت في إسطنبول الكبرى في اقتراع من المنتظر أن يجري في 23 يونيو/حزيران المقبل، بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعم وقوع مخالفات.
صويلو.. ذراع أردوغان القذرة
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو المعروف بأنه رجل أردوغان للمهام القذرة، يقف وراء جميع القضايا الملفقة للمعارضين الأتراك، فهو مَن يتولى تشويههم، وتلفيق التهم لهم قبل أن يأمر كلابه المسعورة باختطافهم والزج بهم في السجون بدون محاكمات.
وفي ضوء المستجدات الراهنة، وتزايد التعاطف الشعبي مع مرشح المعارضة، مقابل انهيار سمعة أردوغان ومرشحه، بدا أن الأمر حان لتدخل صويلو، عبر جرعاته المسمومة والملوثة برسائل تهديد مبطنة.
وفي تصريحات نقلها إعلام محلي، قال صويلو إن العمليات الإرهابية تراجعت في إسطنبول منذ عامين ونصف العام.
وأضاف: "نسأل الله أن يحفظ المدينة"، زاعما أن "الشعب ينعم بالأمان منذ عامين ونصف العام ".
وبدا واضحا أن وزير داخلية أردوغان يعزو ما يعتبره "نجاحا أمنيا" إلى الإجراءات القمعية التي دأب عليها النظام منذ مسرحية الانقلاب المزعومة في 2016.
ومن المؤكد أن حديث صويلو يبعث برسائل تهديد وتحذير، مفادها أحد الأمرين: الأول هو التلويح بحدوث هجمات مدبرة قبل الاقتراع، لإخافة سكان إسطنبول وثنيهم عن التصويت لصالح إمام أوغلو، لأنه في النهاية، حين يوضع الشعب بين الأمن وأمور أخرى، فسيختار حتما أمنه.
أما الأمر الآخر فهو التلويح بأن إسطنبول ستتحول إلى جحيم في حال فوز إمام أوغلو، وهذا ما قد يمنح أردوغان وعصابته حجة شافية لسحب المنصب من المعارضة.
وتابع صويلو أن "داعش نشط في تركيا بدرجة كبيرة في الأعوام الثلاثة الأخيرة ولكنه يتحرك في الخفاء"، متغافلا الحديث عن العلاقات القوية التي تجمع التنظيم الإرهابي بنظام بلاده.
وفضحت التصريحات خطة أردوغان للفوز بانتخابات بلدية إسطنبول، وذلك عبر توظيف الحرب على الإرهاب، ممثلا في "داعش" والعمال الكردستاني، طمعا في الضغط وابتزاز أصوات الأتراك.
مراقبون يجزمون أنه في كل الأحوال، طبقا لتصريحات صويلو، سيحول أردوغان إسطنبول إلى ركام، وسيصنع منها جحيما لسكانها عقابا لهم على إسقاط مرشحه، وإحراجه بهذا الشكل المهين المستمر منذ صدور نتائج الانتخابات المحلية مطلع أبريل/نيسان الماضي.
وبطبيعة الحال، لن يغفل صويلو اللجوء إلى الورقة نفسها للزج بالمعارضين وحتى بالمواطنين ممن صوتوا أو سيصوتون لصالح إمام أوغلو، وهي تهمة الانتماء لمنظمة فتح الله غولن.
وفي مارس/آذار الماضي، تفاخر صويلو بتوقيف 511 ألف شخص بحجة التحقيق في انتمائهم للحركة التي تعتبرها أنقرة إرهابية، فضلا عن تنفيذ عمليات لـ"تطهير" عناصر كردية، وفق إعلام أردوغان.