أردوغان وحليفه يهاجمان المعارضة.. لا انتخابات مبكرة
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحليفه دولت باهتشه لي، هجومهما على المعارضة في ظل تفوق الأخيرة باستطلاعات الرأي.
أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية، وباهتشه لي، زعيم الحركة القومية، ركزا هجومهما على حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، وأحد أعضاء تحالف "الأمة" المناهض لتحالف "الجمهور" المكون من الحزبين الأولين.
وخلال اجتماع لفرع حزبه بمدينة "مرسين"، جنوبي البلاد، الجمعة، اتهم أردوغان المعارضة التركية بـ"الكذب وترويج الشائعات، بهدف إعادة تركيا إلى أيامها القديمة"، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وفي سياق هجومه أيضًا، زعم أردوغان أن "حزب الشعب الجمهوري لا يوفر الماء للبلديات والولايات التابعة له، ولم يفِ بأي من وعوده تجاه الأمة.
وأكد على أن "العدالة والتنمية يجول بجميع المحافظات، بينما تتجول المعارضة بغرف منازلهم".
كما زعم أن "حزب العدالة والتنمية هو من يسد العجز في بلديات حزب الشعب الجمهوري، الذي تضخم كثيرًا في الفترة الأخيرة"، وهي تصريحات تخالف الحقائق على أرض الواقع.
وأكد أنهم سيعقدون الانتخابات القادمة عام 2023، وأنهم سيواصلون رحلتهم برفقة حزب الحركة القومية، مناشدًا الجميع انتخابهم مرة أخرى.
على نفس الشاكلة، انتقد دولت باهتشه لي، تحالف "الأمة" المناهض لتحالفه مع أردوغان، واصفًا إياه بتحالف "الذُل"، وذلك في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه بموقع "تويتر".
وذكر أن "تحالف المعارضة يثير ضجة منذ مطلع عام 2021 حول مرشح التحالف"، مشيرًا إلى أن "هذا أصبح محور نقاشات شاشات التلفزيون"، مضيفًا: "حزب الشعب الجمهوري في القمامة، وفي واقع الأمر، أصدقاؤه وشركاؤه هم وصمة عار على الإنسانية".
وعن تحالف "الأمة"، أضاف: "يتبعون استراتيجية مخزية ومعيبة أخلاقيًا، وذلك في الوقت الذي يُنتظر فيه الإعلان عن مرشح تحالف الذُل".
وأردف قائلا "قضية مرشح تحالف الذُل ليست قضية الأمة. والمؤامرات القذرة لـ(كمال) قليتشدار أوغلو (زعيم المعارضة) لن تبدد الأمة التركية العزيزة".
واستطرد قائلا "أولئك الذين يمسكون بحبل حزب الشعب الجمهوري، لن يتمكنوا من منع صعود الأمة التركية الهائل".
كما زعم أن "تحالف الجمهور يقف شامخًا، ومرشحه الرئاسي وموعد الانتخابات في تركيا معروفان"، في إشارة إلى إجرائها بموعدها عام 2023.
انهيار مستمر
ويأتي هذا الهجوم على خلفية سلسلة من الاستطلاعات التي تظهر نتائجها بين الحين والآخر، وتكشف بشكل عام عن تراجع شعبية أردوغان وحزبه الحاكم وكذلك حليفه حزب الحركة القومية المعارض، بسبب الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد على كافة الأصعدة، لا سيما الاقتصادية منها، والناجمة عن تبني سياسات غير ناجعة للقضاء على الأزمات.
كما تأتي تلك التطورات بالتزامن مع تزايد شكوك الأتراك حيال تعامل الحكومة مع عصابات الجريمة المنظمة، بعد الفضائح التي كشفها سادات بكر زعيم المافيا في البلاد مؤخرا بحق مسؤولين حاليين وسابقين بينهم وزراء داخلية.
هذا إلى جانب سلسلة من الكوارث والأزمات التي شهدتها البلاد مؤخرًا، تمثلت في حرائق بعدد من الولايات الجنوبية، وفيضانات وسيول بولايات شمالية، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، في ظل عجز من النظام في التعامل معها ما أدى إلى غضب شعبي كبير.
وتتآكل شعبية أردوغان على وقع أزمة مالية ونقدية واقتصادية تعتبر الأكثر تعقيدا على الإطلاق تواجهها تركيا حاليا، جراء انهيار الليرة المحلية إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال العامين الماضي والحالي، نتج عنه تراجع مدو لمؤشرات وقطاعات اقتصادية عدة.
وتحمل المعارضة، وكذلك الشارع التركي، النظام الحاكم متمثلًا في أردوغان مسؤولية هذا التدهور، نتيجة تبنيه سياسات عقيمة غير مجدية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في تركيا في 2023، لكن مراقبين يتوقعون إجراءها قبل هذا التاريخ بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في البلاد.