توابع انتخابات أردوغان.. حلم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي يتبدد
أوروبا أصابت نظام أردوغان بصدمة أثبتت أن وعوده بالانضمام للاتحاد مجرد أضغاث أحلام وشعارات انتخابية لإلهاب حماس الرأي العام التركي.
لا تزال أحلام ووعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتحطم على صخرة الواقع، فلم تكد تمضي أيام قلائل على نشوة أردوغان وحزبه العدالة والتنمية بالفوز في الانتخابات حتى جاءته الصدمة من أوروبا بخصوص مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد.
- زعيم المعارضة التركية: أردوغان بات "بطة عرجاء"
- توقيف 192 عسكريا في حملة الاعتقالات الثانية بعد فوز أردوغان
أردوغان الذي أكد في صدارة حملته الانتخابية التصميم على عضوية تركيا للاتحاد الأوروبي، وأن الأمور على ما يرام باتجاه العضوية الكاملة، تبددت كل وعوده بسبب لفظ الدول الأوروبية لهذا النظام القمعي، الذي يخالف كل القواعد التي قام عليها الاتحاد الأوروبي؛ والتي على رأسها حقوق الإنسان التي لا يعترف بها النظام التركي.
ورغم أن عمر جيليك، الوزير التركي المكلف بمفاوضات الانضمام، قال في تصريحات صحفية سابقة إن المفاوضات وصلت إلى رفع تأشيرة الدخول عن الأتراك في أوروبا، إلا أن الأوروبيين يختلفون تماما معه، ويؤكدون أن الحلم الانتخابي الذي روج له أردوغان وحزبه لا أساس له على أرض الواقع؛ وأنها مجرد أضغاث أحلام وشعارات انتخابية مؤقتة لإلهاب حماس الرأي العام التركي.
وبحسب آخر التطورات، فقد اعتبر الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات انضمام تركيا إلى صفوفه في حالة جمود تام، مشيرا إلى أن أنقرة تبتعد أكثر فأكثر عن التكتل، وأن الاحتمالات ضئيلة للغاية بحدوث تغيير في هذا الوضع في المستقبل القريب.
وقال وزراء الشؤون الأوروبية في دول الاتحاد الأوروبي في بيان عقب اجتماع لهم في لوكسمبورج، إن "مجلس الوزراء يشير إلى أن تركيا تبتعد أكثر فأكثر عن الاتحاد الأوروبي".
وأضاف البيان أن "مفاوضات انضمام تركيا وصلت فعليا إلى نقطة الجمود".
وقال الوزراء في بيانهم إن "المجلس يشعر بالقلق بوجه خاص بشأن التراجع العميق والمستمر في حكم القانون والحقوق الأساسية ومن بينها حرية التعبير".
وأضاف البيان أنه "لا يمكن التغاضي عن تدهور استقلالية السلطة القضائية وسير عملها، كما لا يمكن التغاضي عن القيود الراهنة وعمليات الاحتجاز والسجن وغيرها من التدابير المستمرة التي تستهدف الصحفيين والأكاديميين وأعضاء الأحزاب السياسية، بمن فيهم البرلمانيون والمدافعون عن حقوق الإنسان ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرهم ممن يمارسون حقوقهم وحرياتهم الأساسية".
وكان يوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، قد حذر تركيا في تصريحات سابقة من تضييع فرصها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وقال هان في تصريحات صحفية: "إذا لم تغير (تركيا) سياستها سريعا، سوف تصبح عضويتها في الاتحاد أمرا غير واقعي على نحو متزايد".
وأشار إلى أن "السياسية الاستبدادية التي يتبعها أردوغان تعد إعراضا عن أوروبا".
وأضاف المفوض الأوروبي البارز أن تركيا تواصل الابتعاد "عن الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة"، لافتا إلى أنه "لا يستبعد احتمالية أن تتشاور دول الاتحاد الأوروبي قريبا بشأن وقف مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي مع أنقرة".
وأكد هان أن "مواصلة مباحثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لن تكون ممكنة إلا إذا كان هناك أوجه تقدم جوهرية في مجال سيادة القانون".
وساءت علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا في السنوات الأخيرة نتيجة سلسلة خلافات حول ملفات تتعلق بحقوق الإنسان وحكم القانون، لا سيما بعد حملة القمع الواسعة التي شنّها أردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشل ضده في يوليو/ تموز 2016.
وتغص السجون التركية بنحو 50 ألف شخص على ذمة المحاكمة في قضايا تتعلق بمحاولة الانقلاب المزعوم، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفاً من الموظفين الحكوميين، بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.