ماذا يعني انتخاب أردوغان بالنسبة لتركيا والعالم؟
يبدأ أردوغان فترة رئاسية جديدة عمرها 5 أعوام مزودا بسلطات جديدة أسفر عنها استفتاء أجري العام الماضي وحظي بأغلبية ضعيفة وانتقاد واسع.
تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الفوز بفترة رئاسية ثانية بعد الانتخابات المبكرة التي دعا إليها قبل موعدها المقرر في عام 2019؛ خوفا من تدهور شعبيته خاصة بعد الأوضاع الاقتصادية المتردية التي وصلت إليها البلاد.
وأعدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تقريرا تجيب فيه عن مجموعة من النقاط تشكل المرحلة المقبلة لتركيا والعالم.
قبضة قوية لأردوغان
يبدأ أردوغان فترة رئاسية جديدة عمرها 5 أعوام مزودا بسلطات جديدة أسفر عنها استفتاء العام الماضي الذي حظي بأغلبية ضعيفة وإدانة واسعة.
وبموجب النظام الجديد، أُلغي منصب رئيس الوزراء وتم تقليص سلطات البرلمان وحصل الرئيس على سلطات تنفيذية واسعة النطاق، كما سيكون أردوغان قادرا على الترشح لولاية جديدة، ما يعني أنه يمكن أن يكون في السلطة حتى عام 2028.
وعمل أردوغان على توطيد سلطاته في كل مرحلة من مراحل حكمه وسحق المظاهرات المناهضة للحكومة، وعام 2013 تهرب من تحقيقات فساد ضد دائرته الداخلية، وبعد محاولة الانقلاب الفاشل للإطاحة بحكومته عام 2016، تخلص من خصومه عبر طرد عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين وسجن كثير من الأصوات المؤثرة وتضييق الخناق على وسائل الإعلام.
أنباء سيئة للمعارضة
بذلت المعارضة أفضل ما في وسعها استعدادا للانتخابات، لكن أصابتهم صناديق الاقتراع بخيبة أمل. ومع ذلك، ورغم محاولة أردوغان لإسكاتها صوّت نصف الأتراك تقريبا ضده؛ ما يعني أنهم لا يزال لديهم أصوات في البرلمان، والأمل بالنسبة للمعارضة يتمثل في استمرار الزخم الذي حصلوا عليه خلال الحملة الانتخابية.
نتائج متباينة للأكراد
كان الجيش التركي يقاتل حزب العمال الكردستاني لنحو 4 عقود، واستبعد حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان العودة إلى عملية السلام التي انهارت عام 2015.
وعلى الرغم من فوز عدو الأكراد (أردوغان) خلال انتخابات يوم الأحد، فإنه لا تزال هناك احتفالات في كثير من القرى الكردية، بعد نجاح حزب الشعوب الديمقراطي في تخطي نسبة الـ10% لدخول البرلمان، مبددين خطط أردوغان في استبعاد التمثيل الكردي داخله.
ضربة جديدة لحرية التعبير
سيطر الخوف على المشهد الإعلامي في تركيا، فطبقا لمنظمة العفو الدولية، لا يزال أكثر من 120 صحفيا مسجونين منذ الانقلاب الفاشل عام 2016، والسؤال الآن حول ما إذا كان أردوغان سيطلق سراحهم.
اقتصاد في وضع حرج
شهدت العملة التركية (الليرة) انخفاضا حادا منذ محاولة الانقلاب في يوليو/تموز عام 2016، ورفع البنك المركزي معدلات الفائدة لنحو 18% في محاولة لوقف موجة الانهيار، لكن كان هذا على حساب ألم الأتراك.
وتسبب أردوغان في تدهور الأوضاع الاقتصادية عبر تحدثه عن رغبته في السيطرة على معدلات الفائدة، ودفع ذلك الاستثمارات الأجنبية إلى الهرب خارج البلاد.
الحملة العسكرية في سوريا
قال أردوغان إن تركيا ستستمر حتى "تحرير الأراضي السورية"، خلال الخطاب الذي ألقاه بمناسبة فوزه في الانتخابات.
ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، تشن تركيا حملة عسكرية تستهدف الأكراد في شمال غرب سوريا تحت اسم "غصن الزيتون"، وذلك بمزاعم تطهير المنطقة من مجموعات إرهابية، وقد تسببت تلك العملية في وضع تركيا في مواجهة مع الولايات المتحدة، التي تدعم بعض القوات الكردية التي استهدفتها أنقرة.
وفي مارس/آذار، حذرت الولايات المتحدة من أن عملية تركيا في عفرين كانت إلهاء عن القتال ضد داعش، وسمحت للتنظيم الإرهابي بإعادة بناء قواته في بعض المناطق.
تساؤلات حول حلف الناتو
أصبحت تركيا أكثر عضو يثير مشاكل للناتو تحت رئاسة أردوغان؛ فبالإضافة للعمل على تقويض سياسة الولايات المتحدة في سوريا، كان هناك نزاع بين أنقرة وواشنطن حول عدد من القضايا خلال السنوات الأخيرة.
الطريق للاتحاد الأوروبي
تقدمت تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 30 عامًا، ودائما ما كانت مسارات أحاديث انضمامها للاتحاد صعبة، لكن تحت رئاسة أردوغان أصبحت أقل احتمالًا للحدوث، وسط قلق متزايد حول الأوضاع الإنسانية هناك.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز