تركيا على المحك.. سباق انتخابي غير عادل في ظل "طوارئ" أردوغان
بعد محاولة الانقلاب عام 2016، سجن أردوغان عشرات الآلاف من خصومه، وطرد أكثر من 100 ألف من وظائفهم الحكومية، وحوّل تركيا إلى سجن كبير.
نحو عقد ونصف العقد من الزمان، حكم رجب طيب أردوغان تركيا بقبضة حديدية، عندما كان رئيسا للوزراء أولا، ثم عندما أصبح رئيسا للبلاد عام 2014، وخلال هذا الوقت حوّل البلاد إلى قوة مقلقة في الشرق الأوسط، في حين قوض كثيرا من البنية الديمقراطية الداخلية.
وعلى الصعيد الدولي، أصبحت تركيا طرفا رئيسيا في الحرب السورية، وحليفا لا يعتمد عليه بالنسبة للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
بعد محاولة الانقلاب عام 2016، سجن أردوغان عشرات الآلاف من خصومه، وطرد أكثر من 100 ألف من وظائفهم الحكومية، وحوّل تركيا إلى أكبر سجن للصحفيين في العالم.
لكن اليوم الأحد، يتوجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستعطي الرئيس القادم سلطات تنفيذية هائلة.
منذ شهرين ماضيين، بدا أن أردوغان سيحظى بجميع الأصوات، لكن بفضل التدهور الاقتصادي والأداء الاستثنائي للمعارضة، أصبح السباق الانتخابي أكثر حدة وصرامة عما كان متوقعًا، سواء بالنسبة لأردوغان أو حزبه العدالة والتنمية.
انتخابات فاصلة
كان من المفترض أن يكون أردوغان رئيسًا شرفيًا للبلاد، لكنه فرض وصايته على تركيا من منطلق قوة الشخصية وليس الحق الدستوري، وحال فوزه بالرئاسة ثانية، سيُمنح رسميًا سلطات تنفيذية جديدة واسعة تحول سلطته الاستبدادية غير الرسمية التي حكم بها حتى الآن إلى أخرى قانونية.
مع الانتخابات المنعقدة اليوم، تتحول تركيا من نظام ديمقراطي برلماني إلى آخر رئاسي؛ بسبب الاستفتاء الدستوري الذي حصل على موافقة ضئيلة العام الماضي وسط اتهامات بحدوث تلاعب في الأصوات.
ويلغي النظام الجديد وظيفة رئيس الوزراء وينقل السلطات التنفيذية إلى الرئيس، ليعطي الرئيس الجديد الحق في إصدار مراسيم وبسط نفوذ أكبر على السلطة القضائية والحكومية.
وسيكون لدى النسخة الجديدة من البرلمان بعض القدرات على التصدي لتصرفات الرئيس، لكن إذا فاز أردوغان وحزبه بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، ستتمركز السلطة في يد أردوغان بطريقة لم تحدث سابقًا في تاريخ الديمقراطية التركية.
وقال سولي أوزيل، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في إسطنبول: "نتحرك بكامل قوتنا تجاه نظام جديد، البعض سيسميه نظام حكم جديدا".
سباق غير عادل
تخضع تركيا لحالة طوارئ منذ عامين تقريبًا، منذ محاولة الانقلاب الفاشل على أردوغان في يوليو/تموز عام 2016، وهذا سمح للحكومة بإمالة الكفة لصالحه.
المرشح الرئاسي صلاح الدين ديمرتاش من حزب الشعوب الديمقراطي المعارض كان عليه إدارة حملته الانتخابية من داخل السجن، حيث سجن بتهم سياسية لنحو عامين، إلى جانب كثير من مشرعينه والعشرات من مسؤولي حزبه.
وبموجب حالة الطوارئ، أصبح التخويف السياسي أمرًا اعتياديًا، وتعرض معارضو الحكومة لتهم بالإرهاب، وتم تقييد حرية التعبير والحق في التظاهر بشدة، حتى إن الشركات الموالية للحكومة تمتلك 90% من وسائل الإعلام، ما يجعلها تفرد لأردوغان عدد ساعات لا نهائية لإجراء لقاءات تلفزيونية أكثر من معظم منافسيه.
مخاوف من التلاعب الاقتراع
شاب الاستفتاء الدستوري الذي عقد العام الماضي اتهامات بتزوير واسع النطاق، وتخشى المعارضة تكرار الأمر خلال الانتخابات، وتحديدًا بعد تقديم الحكومة قانونا انتخابيا جديدا يسمح بقبول بطاقات الاقتراع التي لم تحصل على ختم رسمي، كما سيمنح القانون موظفي الحكومة حرية كبيرة في تحديد أي الأوراق يمكن قبولها.
متى تعلن النتائج؟
فتحت مراكز الاقتراع في تمام الثامنة صباحًا في إسطنبول وتغلق في الخامسة مساءً، وستعلن نتائج الانتخابات الرئاسية أولًا، ومن المتوقع بدء إعلان النتائج في نحو التاسعة مساء اليوم بتوقيت تركيا.
وحذرت المعارضة من أن أردوغان ربما يعلن نصره بينما لا تزال مراكز الاقتراع مفتوحة.