هل انتهى زمن تركيا أردوغان؟
الرئيس التركي يواجه المنافسة الأشد خطرا على الإطلاق، ووفقا للخبراء فإنه يترشح للانتخابات حاملا خوف بداخله.
يطير الأتراك من حول العالم إلى وطنهم الأم، غدًا الأحد، من أجل المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبالنظر إلى السلطات التي باتت في يد الرئيس بعد تعديل الدستور العام الماضي، تستحوذ العملية الانتخابية على اهتمام الناخبين وتدفعهم للمشاركة بقوة في الاقتراع.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن أردوغان يواجه المنافسة الأشد خطرًا على الإطلاق، ووفقًا للخبراء، فإنه يترشح للانتخابات حاملًا خوف بداخله، فيما يعد أملا في عودة تركيا مجددا إلى طريق الديمقراطية إذا ما صدقت توقعات المراقبين بسقوط الرئيس التركي في اقتراع الغد.
- مسقط رأس أردوغان يرفض إعادة انتخابه جراء الفشل الاقتصادي
- كاتب بريطاني: أردوغان يشكل تهديدا على تركيا والعالم
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الضعف المتواصل لأردوغان بات جليًا، مع تزعزع الأوضاع الاقتصادية والتنموية التي كانت تضمن له الفوز في أوقات سابقة، وحقيقة أن الانتخابات التي تعقد قبل موعدها بـ18 شهرًا، حيث إن موعدها الطبيعي عام 2019، تشير إلى شعور أردوغان بالضعف، ورغبته في البقاء في السلطة.
وتزعزعت أوضاع أردوغان بفعل خسارة حزبه العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية لعام 2015 والانقلاب الفاشل عام 2016 واتهامات الفساد التي طالته وعائلته، والآن مع الأوضاع السيئة للاقتصاد وهبوط قيمة الليرة وتراجع قاعدة داعميه، ومن بينهم أبناء الطبقة المتوسطة والشباب، يأمل في تأمين حصوله على فترة رئاسية ثانية قبل تفاقم الأوضاع وضعف شعبيته بصورة أكبر.
هناك كثير ليخسره أردوغان حال فشل في تأمين ذلك، فانتخابه سيعمل على توطيد استحواذه على السلطة من خلال التغييرات الدستورية التي دفع لتحقيقها وحصلت على تصديق بأغلبية ضئيلة خلال استفتاء العام الماضي، حيث إنه بموجب تلك التغييرات، سيعمل المستشارون والنواب المعينون بقرار جمهوري على استبدال مجلس الوزراء.
ومع تمرير أردوغان لسلطات أكبر سيصبح لا يقهر، فخلال فترات عمله رئيسًا للوزراء ورئيسًا للبلاد، استخدم القوة والفساد والمساعدات الحكومية لتوطيد سيطرته على البرلمان والجيش والقضاء ووسائل الإعلام.
وبدورها، منحت وسائل الإعلام اهتمامًا ضئيلًا للحملات الانتخابية لمنافسي أردوغان نظرًا لأنها تخضع لسيطرة الأغلبية الساحقة للمقربين منه.
وخلال محاولته اليائسة لطحن معارضيه، بحسب الصحيفة الأمريكية، اعتقل أردوغان أكثر 120 صحفيًا وأغلق أكثر من 180 وسيلة إعلامية، فضلًا عن سجن نحو 50 ألف تركي، بينهم ضباط جيش ومعلمين وخصوم سياسيين، وطرد 110 آلاف من وظائفهم الحكومية، فيما لاتزال حالة الطوارئ قيد النفاذ منذ محاولة الانقلاب عام 2016.
أردوغان ليس مخطئًا في شعوره بالقلق خلال الانتخابات، فمن بين الخمسة مرشحين ضده، هناك محرم إنجة من حزب الشعب الجمهوري والمرأة الحديدية ميرال أكشينار وزيرة الداخلية السابقة، وهما يمثلان تحديًا خطيرًا ويخلقان حماسًا كبيرًا؛ فهما يدعوان إلى عودة النظام البرلماني مع فصل في السلطات وتحسين العلاقات مع حلفاء تركيا.
ويقول محللون إن إنجة لديه أفضل الفرص لإجبار أردوغان على جولة إعادة بينهما في يوليو/تموز، ويمكن للمعارضة المتحدة الفوز بالأغلبية في البرلمان.
ومن المتوقع أن يقوم أردوغان بكل ما يراه ضروريًا من أجل بقائه في السلطة، لكن إقدامه على فعل ذلك سيؤجج ردود فعل عنيفة من شأنها زيادة تقويض الاستقرار الاقتصادي والسياسي.