مسقط رأس أردوغان يرفض إعادة انتخابه جراء الفشل الاقتصادي
رسالة صاحب مقهى بمسقط رأس أردوغان: "كنت في السلطة لمدة 20 عاما، أنت مسؤول عن ذلك"، في إشارة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
يبدو أن الرئيس التركي رجب أردوغان، الذي عمل على توطيد سيطرته على السلطة، يواجه خسارة محتملة في الانتخابات المبكرة التي ستجرى الأحد المقبل، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية التي بدأ الأتراك يشعرون بها، كما ينافس أردوغان تكتل موحد من شخصيات وأحزاب معارضة.
وتعتمد حملة منافسي أردوغان على الدعوة لتحقيق الوحدة الوطنية ووضع حد للتمييز والتفرقة وتقويم الاقتصاد، في حين تركز الدعاية الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان على نجاحات الماضي، ويطلق وعودا غريبة مثل إنشاء "بيوت قراءة" تقدم شايا وكعكا مجانيا.
- محرم إنجة.. مرشح رئاسي يهز عرش أردوغان
- أردوغان يواصل القمع.. "اعتقالات الانتخابات" تطال الجيش والتهمة كولن
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن المحللين تحدثوا عن إمكانية خسارة حزب العدالة والتنمية لأغلبيته في البرلمان، حيث قال رئيس معهد "آدم" البحثي في إسطنبول، سنان أولجين: "أردوغان يبقى حتى الآن السياسي الأكثر شعبية في تركيا، ولا يزال مرجحًا انتخابه، لكنها ليست نتيجة محتومة".
ودعا أردوغان لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة عن موعدها بأكثر من عام وسط انتكاسة تواجه الاقتصاد التركي، في ظل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وخسارة الليرة أكثر من 20% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام.
وقال منتقدو أردوغان إنه في إطار سعيه نحو السلطة حول تركيا، التي كانت تأمل يومًا ما أن تصبح عضوًا بالبرلمان الأوروبي، إلى دولة استبدادية، حيث قام بتقييد الديمقراطية وحرية الخطاب عن طريق سجن خصومه، وبينهم طلاب وصحفيون ونشطاء، خاصة في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وجرى إعلان حالة الطوارئ في تركيا بعد تلك المحاولة التي أدت إلى اعتقال حوالي 50 ألفًا وطرد أكثر من 110 آلاف من وظائفهم الحكومية.
وفي الوقت الذي يمني أردوغان نفسه بإعادة انتخابه، يحتاج الرئيس التركي إلى أكثر من 50% من أصوات الناخبين لتحقيق نصر مباشر بالجولة الأولى للانتخابات، وهذا يبدو أقل ترجيحًا، حيث يقول المحللون إن النتيجة يمكن حسمها خلال الجولة الثانية في 8 يوليو/تموز.
ووراء أحاديث حزب أردوغان عن إنجازات سابقة تتصاعد حالة الاستياء وعدم الارتياح في البلاد، خاصة اقتصاديا في ظل شعور بأنه بعد خمس سنوات متصلة من انخفاض قيمة العملة ربما لم تعد الأشياء تتحرك في الاتجاه الصحيح.
وبعد 16 عامًا من إحكام أردوغان قبضته على السلطة، ورغم السيطرة الكاملة تقريبًا على وسائل الإعلام، لا يزال مصير أردوغان على المحك.
ويحاول الرئيس التركي الفوز على القوميين الأتراك وتحويل الانتباه عن الأزمات الاقتصادية، لكن حتى في طرابزون مسقط رأسه هناك معارضة ضده.
وقال إبراهيم أوزر، الذي يدير مقهى على أطراف مسقط رأس أردوغان، إنه لن يعطي صوته له، وإن الرئيس التركي شخص "انتهازي".
وأشار إلى أن الإرهاب ليس أكبر مشاكل البلاد ولا حتى حزب العمال الكردستاني، بل الأجور، مضيفًا وموجها حديثه لأردوغان: "كنت في السلطة لمدة 20 عاما، أنت مسؤول عن ذلك".
"نحن لسنا أطفالًا"، هكذا قال عمر أوزون (55 عامًا)، متقاعد يبيع منتجات صيدلانية، مضيفًا: "الاقتصاد متضخم، هناك نمو مصطنع".
لأول مرة في عهد أردوغان، يبدأ الأتراك بالشعور بالضغوط الاقتصادية مع نزوح الأموال الأجنبية ومعاناة الشركات المحلية في سداد الديون المتراكمة، ففي حين يصدق كثيرون ما يقوله أردوغان حول أن الاضطراب الاقتصادي جزء من مكيدة خارجية، يلقي الآخرون باللوم عليه، بحسب شبكة "بلومبرج" الأمريكية.
وفي مدينة طرابزون، كان هناك 5 رجال يجلسون على مقاعد إحدى الحدائق يتحدثون عن السياسة وتعرض في الخلفية مقاطع لخطابات أردوغان على شاشات ضخمة، لكن قال أحدهم بينما كان يهم بالمغادرة: "لم يعد يعجبني أردوغان. لا شيء للتحدث عنه هنا".