إعلام فرنسا عن فوز أردوغان: الانتخابات ليست نزيهة ولا حرة
صحف فرنسية سلطت الضوء على أخلاق أردوغان وقالت إنه يعيش 15 عاما من "الانحراف السلطوي".
اعتبرت وسائل إعلام فرنسية أن الانتخابات التركية "لا حرة ولا نزيهة"، كما حذرت، الإثنين، فى عدة تقارير صحفية من سقوط البلاد في مستنقع من السلطوية والتخوين بين أنصار الرئيس التركي ومعارضيه.
وتحت عنوان "انتخابات تركيا.. لا حرة ولا نزيهة" أشارت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية إلى أن ملايين الأتراك يشككون في تزوير نتائج الانتخابات التركية.
وأوضحت الصحيفة أن الأتراك صوتوا وسط مناخ مشحون تحت ضغط القمع وحالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ عامين من محاولة الانقلاب الفاشل ضد أردوغان، والذي أسفر عن إطلاق الرئيس التركي حملات قمع غير مسبوقة ضد المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني.
وفي مقال تحليلي لشخصية أردوغان، قالت الصحيفة "15 عاماً من "الانحراف السلطوي" مر بإقرار دستور مُصَمم على المقاس وانتهى بنتائج انتخابات أمس." وأضافت أن تلك الانتخابات جعلت من أردوغان رئيساً فائقاً بسلطات لا محدودة تقريباً، كما تصورها في الدستور الجديد.
ولفتت الصحيفة إلى أن "حكم أردوغان في السنوات الأخيرة اتخذ منعطفاً مقلقاً، وأصبحت المحاكمات بحق الصحفيين والمحامين وأساتذة الجامعات حتى المواطنين العاديين منتظمة بتهمة "إهانة الرئيس".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا الرئيس الذي نصّب نفسه قاضياً في العديد من المناسبات، فاتهم مثلاً الأساتذة الموقعين على عريضة من أجل السلام بـ"الخونة"، وكذلك حال الطلاب الذين شجبوا العدوان التركي الأخير على عفرين السورية".
بدوره، حذر إبراهيم كابجلو، الخبير الدستوري من انزلاق النظام التركي إلى مزيد من الاستبداد، مشيراً إلى أن ذلك سيؤثر داخلياً على الحريات في البلاد كما سيتعمق الشعور بعدم الثقة بالنسبة لأوروبا، ما قد يؤثر على الاستثمارات الأوروبية في تركيا، بحسب ما نقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
من جانبه، قال المحلل السياسي التركي جنكيز أكتار إن هذه الانتخابات تفتقر إلى الشفافية، كما أن أردوغان وحزبه استخدما جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحفاظ على بقائهم في السلطة، فهم انتهكوا القوانين الدولية والمحلية حتى لا يتركوا شيئاً للصدفة.
وتابع أن "بقاء أردوغان في السلطة يجعله يقترف أخطاء أكثر فأكثر ويضعه في قلب قضايا الفساد لإنقاذ حكمه"، وفقاً لصحيفة "ويست فرانس".
العلاقات التركية الأوروبية
بدورها، رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه عقب إعادة انتخاب أردوغان فإن العلاقات التركية الأوروبية ستتجه نحو الأسوأ، بسبب مسألة حقوق الإنسان، موضحة أن تلك الانتخابات الأمل الأخير لدى الأتراك الراغبين في الانضمام للاتحاد الأوروبي بتغيير نظام أردوغان ولتحسين العلاقات التركية الأوروبية، إلا أن تلك الآمال تبددت.
مظاهرات ضد أردوغان
من جانبها سلطت إذاعة "فرانس انفو" الفرنسية الضوء على المظاهرات الحاشدة التي خرجت في إسطنبول وأنقرة فور إعلان النتائج الأولية والمنددة بتزوير الانتخابات، ومنادية بإسقاط النظام التركي المحتال.
انتصار الأكراد في البرلمان
وبعيداً عن أردوغان، أشارت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إلى أن النقطة الإيجابية الوحيدة في تلك الانتخابات، حصول الأكراد على نحو ما بين 11% إلى 12% من مقاعد في البرلمان، وهي نسبة مناسبة لتمثيلهم في البرلمان".
من جانبه، رحب النائب الكردي من حزب الشعوب الديمقراطي عن مدينة "ديار بكر"، هارو هارو بيلان، بالنسبة التي حصل عليها الأكراد.
وقال "على الرغم من خيبة الأمل والحزن التي خيمت على شوارع "ديار بكر" بفوز أردوغان إلا أن حصول الأكراد على تلك النسبة في البرلمان يعد انتصاراً لهم للمرة الأولى، حيث إن نسبة الأكراد في تركيا نحو 10%".
تغطية إعلامية جائرة لصالح أردوغان
من جهتها، انتقدت مجلة "لوبوان" الفرنسية التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية، مشيرة إلى أن التغطية بدت جائرة جداً ومتحيزة لصالح الرئيس التركي، إذ تغطي وسائل الإعلام جميع خطاباته التي ألقاها وتذاع على جميع محطات التلفزيون، في حين أن المرشح الكردي صلاح الدين ديمتراش، اضطر إلى القيام بحملته من داخل زنزانته.
وأضافت المجلة أنه "على الرغم من حصول الحزب الكردي على نسبة ممثلة في البرلمان إلا أنهم يتهمون السلطات التركية بالتزوير في الانتخابات الرئاسية لصالح أردوغان".
فيما نقلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن الصحفي الكردي المعارض أحمد سيك، والذي أطلق سراحه بعد قضائه نحو 434 يوماً في السجن، والذي فاز في الانتخابات البرلمانية، قائلاً وهو يرفع علامة النصر: "علينا التخلص من هذه المافيا أردوغان وأعوانه".