صحف عالمية: أردوغان فاز بالترهيب وتركيا تسقط بحقبة الفرد الأوحد
فوز مشكوك في نزاهته لأردوغان يأخذ البلاد إلى حقبة الفرد الأوحد بعد أن حصل الرئيس الأطول حكما على تفويض بالحكم بصلاحيات واسعة.
فوز "مشكوك في نزاهته" للرئيس رجب طيب أردوغان، يجر البلاد إلى حقبة الفرد الأوحد، بعد أن حصل الزعيم الأطول حكما في تركيا الحديثة على تفويض بالحكم بصلاحيات واسعة جديدة، وفقا لصحف ووكالات أنباء عالمية اهتمت بمتابعة نتائج الانتخابات التركية.
وحصل أردوغان على 53% من الأصوات الرئاسية مقابل 31% لأبرز منافسيه محرم إنجه زعيم "حزب الشعب الجمهوري" العلماني، بعد إحصاء أكثر من 99% من الأصوات، وفقا لوكالة الأنباء الحكومية، التي أكدت فوز أردوغان؛ رغم أن المجلس الأعلى للانتخابات في البلاد لم ينشر النتائج الرسمية بعد.
وتحدث إنجه عن تلاعب في الأصوات، وحث المراقبين على البقاء بجانب صناديق الاقتراع لضمان عد الأصوات بشكل منصف، وقال في رسالة نصية لقناة "هالك" التلفزيونية إن الانتخابات لم تكن "سباقا نزيها".
- مرشح المعارضة التركية يشكك في نزاهة الانتخابات ويحذر من نظام "خطير جدا"
- أردوغان.. فوز يتكئ على عكاز الهزيمة
وقال السياسي البالغ من العمر 54 عاما، في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية: "لقد قطعت تركيا كل صلة لها بالديمقراطية. قطعت كل صلة بالنظام البرلماني، والآن تتجه إلى نظام الرجل الأوحد".
وأشارت وكالة "بلومبرج" إلى أن الرئيس وحلفاءه حصلوا على أغلب وقت البث على هيئات البث الحكومية، وكانت البلاد تخضع رسميًا لحكم الطوارئ خلال الحملات الانتخابية، ما أعطى الحكومة صلاحيات واسعة لقمع المعارضة.
ونقلت عن ولفانجو بيكولي، الرئيس المشارك في مركز "تينيو إنتليجنس"، ومقره لندن، وهي شركة تحليل المخاطر السياسية، قوله إن النتائج تشير إلى "الخطوة الأخيرة نحو تحول تركيا إلى نظام رجل أوحد".
وأشارت إلى أن أردوغان الذي يتهمه خصومه بالتصرف مثل ديكتاتور، شرع في تطهير نظام الخدمة المدنية والقضاء والتعليم، فأرسل عشرات الآلاف من السياسيين والصحفيين والقضاة والطلاب إلى السجون، بعد أن نجا من محاولة الانقلاب في عام 2016.
بينما قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الانتخابات كانت من أهم عمليات التصويت منذ سنوات، وشهدت معارضة أعيد إحياؤها توحدت لتحدي الرئيس الحالي، الذي حكم تركيا طيلة عقد ونصف.
وارتأت أنها كانت تمثل اختبارات مهمة لأردوغان (64 عاما) الذي سعى لانتخابه لفترة أخرى مدتها 5 سنوات؛ ودعا إلى انتخابات مبكرة في إبريل/نيسان الماضي قبل 19 شهرا من الموعد المقرر في خطوة قال محللون إنها تهدف لمباغتة المعارضة.
غير أنه واجه لأول مرة منافسا قويا هو إنجه، الذي أعطته شخصيته الجذابة وانتقاده الشديد للرئيس إقبالا واسع النطاق، وجذبت مسيراته الانتخابية الملايين في المدن في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يستعد لممارسة سلطات تنفيذية واسعة في ظل نظام رئاسي جديد، يحد من سلطات البرلمان والقضاء، ويقول منتقدون إنه يرسخ حكم الفرد.
ولفتت إلى مقاطع فيديو يُزعم أنها تظهر حدوث مخالفات في التصويت، وبطاقات تصويت لم تحسب تم تداولها على وسائل الإعلام الاجتماعي، إلى جانب تقارير عن ملء الصناديق ببطاقات اقتراع مزورة قبل إغلاقها بشكل كبير في جنوب شرق تركيا، حيث لا تزال التوترات بين الحكومة والأقلية الكردية على أشدها.
ونوهت بأنه في عهد أردوغان، قامت الحكومة بحملة قمع وساعة النطاق ضد ما المعارضين والناشطين ووسائل الإعلام، وسجنت الصحفيين وزعماء المعارضة، وأغلقت المنافذ الإخبارية المستقلة، ويقول المراقبون إن تلك الأجواء أثرت في نزاهة الانتخابات.
ونقلت الصحيفة عن حبيب جلبي (35 عاما)، وهو عامل نسيج وناخب ينتمي إلى "حزب الشعب الجمهوري" المؤيد للأكراد في إسطنبول، قوله: "لا يوجد عدالة ولا حرية" في هذا البلد.
وحذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، من أن التوازن بين السلطات في تركيا لم يعد له وجود تقريبا الآن بعد فوز أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، بعد اكتسابه صلاحيات جديدة واسعة وانعدام الرقابة التشريعية تقريبا، واستعارت الصحيفة وصف منظمة "العفو الدولية"، لتقول إن الانتخابات جرت وسط مناخ من الخوف.
وأوضحت أن البلد لا يزال يعيش تحت حالة الطوارئ منذ محاولة الانقلاب في منتصف يوليو 2016، كما أن أحد مرشحي الرئاسة خاض الانتخابات من السجن، فيما تعرض حزبه للتنكيل به على أيدي سلطات أردوغان خلال السنتين الماضيتين.
ولفتت "الجارديان" إلى أن غالبية وسائل الإعلام التركية مملوكة لحلف الرئيس، وهو ما حول معظم المنافذ الإعلامية إلى صحافة موالية، ومن ينتقد الحكومة يتعرض للتنكيل به بناء على مزاعم لا أساس لها من الصحة بدعمه للإرهاب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، توقعت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن الاقتصاد التركي سيواجه مزيدا من المعاناة مع اكتساب أردوغان صلاحيات جديدة.
وأشارت الشبكة في تقرير لها إلى أن الاقتصاد التركي يعاني مشكلات عديدة، كتراجع قيمة الليرة التركية، وارتفاع نسبة التضخم إلى 2 %، ومحاولة أردوغان تقليص استقلالية البنك المركزي التركي.
ونقلت عن محللين قولهم إن أردوغان الذي يسيطر على السلطة منذ 2003، سعى دائما لتحقيق نسب نمو بأي ثمن، وإن ذلك سيضر بالاقتصاد التركي في النهاية.
وقال نيل جوبالاكريشنان، الخبير في بنك "دي بي إس": "نتوقع أن تظل الأصول التركية تحت الضغط ما لم تكن هناك إجراءات تتصدى للتضخم المرتفع في البلاد واعتمادها على الخارج. لم يرفع البنك المركزي معدلات الفائدة بالشكل الكافي كما فعلت بلدان أخرى نظرا لتركيز الحكومة على نمو الناتج القومي المحلي أكثر من تركيزها على التضخم أو استقرار العملة".
فيما قال أشيش جويال، رئيس الأسواق الناشئة في مجموعة "إن إن إنفيستينج بارتنرز"، إن تركيا من المرجح أن تواجه تحديات عديدة فيما هو قادم، حيث لديها عجز مالي ضخم، ولا تملك المدخرات لتمويله.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز