استطلاع رأي: الأتراك يرفضون نظام أردوغان الرئاسي
استطلاع رأي أجرته صحيفة تركية أظهر رفض الأتراك لنظام أردوغان الرئاسي الذي أقر منذ عام تقريبا واصفين إياه بـ"غير المفيد".
كشف استطلاع رأي، أجرته مؤسسة تركية للأبحاث، عن ارتفاع نسبة الأتراك الرافضين للنظام الرئاسي الذي خوَّل للرئيس، رجب طيب أردوغان صلاحيات وسلطات غير مسبوقة لأي رئيس تركي.
الاستطلاع أجرته مؤسسة ميتروبول للأبحاث واستطلاعات الرأي، يوما 14، و15 يونيو/حزيران الجاري، مع 1613 شخصًا بمدينة إسطنبول، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة، الخميس.
نظام رئاسي غير مفيد
وبحسب الاستطلاع، فإنه إذا أعيد استفتاء التعديلات الدستورية الذي أجرى في 17 أبريل/نيسان 2017، وتم بموجبه إقرار النظام الرئاسي، فإن 58.6% من المواطنين الأتراك سيختارون النظام البرلماني.
وطرح الاستطلاع على المشاركين فيه سؤالًا مفاده "إذا أُعيد اليوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فهل النظام الرئاسي أم البرلماني ستختارون؟".
58.6% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم سيختارون النظام البرلماني، فيما اختار 39.4% النظام الرئاسي، فيما قال 2% إنه ليست لديهم إجابة أو ليست لديهم فكرة.
سؤال آخر طرحه الاستطلاع، وهو "في رأيكم ما مدى فائدة النظام الرئاسي لتركيا؟"، وردًا على هذا السؤال قال 11.6% فقط من المشاركين في الاستطلاع إنه "كان مفيدًا للغاية"، مقابل 29.2% قالو إنه "مفيد"، و23.1% قالوا إنه "لم يكن مفيدًا"، و27.6% قالوا إنه "لم يكن مفيدًا على الإطلاق".
فيما بلغت نسبة من لم يردوا أو لم تكن لديهم فكرة 8.5% من المشاركين في الاستطلاع.
رغبة في العودة للنظام البرلماني
ووفق الاستطلاع، حول أكبر مشكلة في تركيا أهي الاقتصاد أم البطالة؟ فذكر 48.6% من المشاركين أن الاقتصاد هو أكبر مشكلة تواجه تركيا، فيما رأى 15.6% أن البطالة هي المشكلة الأكبر.
وأتم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عامه الأول في 24 يونيو/حزيران الجاري، كرئيس للبلاد بعد تحويل نظام الحكم في الجمهورية التركية من برلماني إلى رئاسي عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم 24 يونيو/حزيران 2018، في خطوة اعتبرها كثيرون انقلابا على القواعد التي رسمها مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك حينما أسس جمهوريته عام 1923.
وبهذه المناسبة سلطت العديد من وسائل الإعلام التركية، الضوء على ما تحقق وما لم يتحقق من الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه، وأكد للناخبين الأتراك آنذاك أنه قادر على تحقيقها في ظل نظام رئاسي قوي، وهو بصدد مداعبة أحلامهم حينئذ؛ لاختياره رئيسا بصلاحيات وسلطات مطلقة، ما دفع البعض لوصف هذا النظام بـ"نظام الرجل الواحد" الذي يمسك في يديه مقاليد كل شيء.
وعود كاذبة
ولفتت العديد من الصحف إلى أن معظم الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه، ومنى بها الأتراك لم تتحقق، ما أدى إلى تراجع تأييد الأتراك للنظام الرئاسي كنتيجة منطقية لفشل الرئيس في تحقيق تلك الوعود، وأبرزها القضاء على البطالة، وتقوية الاقتصاد ورفع الاستثمار، إضافة إلى تنامي الغضب من زيادة القمع.
وأعاد الفوز الكبير الذي حققه مرشح المعارضة التركية لرئاسة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في اقتراع الإعادة الذي جرى الأحد الماضي، وتمكنه من إلحاق هزيمة مدوية بمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدريم، فتح النقاش حول النظام الرئاسي الذي دخل حيز التنفيذ عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو/حزيران 2018، عقب إقراره في استفتاء على التعديل الدستوري الذي أجرى في 17 أبريل/نيسان 2017.
والأربعاء الماضي، وجَّه رئيس حزب الشعب الجمهوري، زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، دعوة صريحة إلى الأحزاب السياسية في البلاد للعمل معاً من أجل إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
وقال قليجدار أوغلو مخاطبًا الأحزاب السياسية: "علينا العمل معًا لإلغاء نظام الرجل الواحد، الذي يكفل للرئيس رجب طيب أردوغان، الاستئثار بكافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كي نؤسس نظامًا ديمقراطيًا قويًا".
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg
جزيرة ام اند امز