أردوغان بالإمارات.. زيارة تاريخية تتوج مرحلة تقارب غير مسبوقة
يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، الإثنين، في زيارة "تاريخية" هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم قبل 8 سنوات.
زيارة تتوج مرحلة تقارب غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين خلال الشهور الثلاثة الماضية، ظهرت جلية في القمم المتواصلة والمباحثات المكثفة والزيارات المتبادلة، والعدد الكبير لاتفاقيات التعاون بين الجانبين خلال الفترة نفسها.
زيارة استبقها الرئيس أردوغان بتوجيه رسائل عدة تبرز حرصه على تعميق العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين ودفعها قدما إلى الأمام.
وفي المقابل ترحب الإمارات بزيارة الرئيس التركي عبر مجموعة من المظاهر الاحتفالية، تعبر عن احتفائها بضيف البلاد، وتقديرها لزيارته.
من أبرز تلك المظاهر الاحتفائية بالزيارة عرض مرئي على واجهة برج خليفة، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الأيقونية الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي، إلى جانب تفعيل اللوحات الإلكترونية في الطرقات الرئيسية لاستعراض رسائل الاحتفاء بالشراكة بين البلدين.
رسائل متبادلة بين الجانبين تعكس اهتمامهما ببدء صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بلدين هامين في المنطقة، تصب في صالح دعم الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء والازدهار.
برنامج الزيارة
وقالت الرئاسة التركية في بيان لها إن زيارة الرئيس أردوغان لللإمارات ستستمر يومين في الفترة من 14–15 فبراير/شباط، وتأتي تلبية لدعوة.
وستتناول اللقاءات التي ستجري على هامش الزيارة العلاقات الثنائية بين تركيا والإمارات العربية المتحدة على كافة الأصعدة، وبحث سبل تعزيز التعاون بينها.
وإلى جانب العلاقات الثنائية، سيتم خلال اللقاءات تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية، على أساس مفهوم إحلال وحماية السلام والاستقرار.
وعلى هامش الزيارة، من المنتظر أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها المساهمة بشكل كبير في تقوية أرضية العلاقات الثنائية.
كما سيجري الرئيس أردوغان زيارة إلى المعرض الدولي "إكسبو 2020 دبي"، وسيزور الجناح التركي في المعرض في الـ15 من فبراير/شباط الذي تم تحديده كيوم وطني لتركيا في المعرض.
أهمية خاصة
وتحمل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها أول زيارة له للبلاد منذ توليه مقاليد الحكم في أغسطس/آب 2014، وكانت آخر زيارة أجراها أردوغان للإمارات في فبراير/شباط 2013، حينما كان رئيسا للوزراء.
أيضا تعد هذه أول زيارة لرئيس تركي للإمارات منذ 10 سنوات، بعد زيارة الرئيس التركي السابق عبدالله غول للإمارات في يناير 2012.
وتأتي زيارة الرئيس أردوغان بعد 3 شهور من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، بعد فترة فتور شهدتها العلاقات بين البلدين.
وما بين الزيارتين شهد البلدان زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة واتفاقيات مشتركة، ساهمت بشكل كبير في تسريع خطى التعاون بين البلدين.
3 مؤشرات
تطورات متلاحقة تٌنبئ بدفع العلاقات إلى مرحلة تقارب غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
يعزز تلك التوقعات بشأن مسار العلاقات الاستراتيجية المتنامي، 3 مؤشرات:
الأول : الرسائل الإيجابية التي حرص الرئيس التركي التأكيد عليها على مدار الفترة الماضية عن الأهمية التي يوليها لتطوير العلاقات بين البلدين وعن أهمية زيارته المقررة للإمارات.
زيارة أكد الرئيس التركي أنها ستتيح الارتقاء أكثر بعلاقات التعاون بين البلدين، مؤكدا في مقال له بصحيفة "خليج تايمز" أنها تظهر الأهمية التي يوليها لعلاقات الصداقة بين البلدين، معربا عن ترحيبه بتطور علاقات البلدين نحو التعاون.
وأعرب عن ثقته بأن زيادة مجالات التعاون بين البلدين ستنعكس إيجابا على المنطقة.
كما أشار إلى أن تركيا والإمارات تتمتعان بإمكانية التعاون في مناطق مختلفة من العالم لا سيما ما يخص المنطقة القريبة وأفريقيا.
وعبر أردوغان عن ثقته بأن تركيا والإمارات يمكن أن تساهما بشكل مشترك في السلام والتعاون والازدهار الإقليمي.
وشدد على أن تركيا لا ترى أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع الأشقاء في منطقة الخليج منفصلين عن أمنها واستقرارها.
وأشاد بالزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بلاده قبل 3 شهور، معربا عن سعادته بتلك الزيارة التي "فتحت صفحة جديدة في العلاقات التركية الإماراتية".
وأشار إلى أن الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة خلال هذه الزيارة تضمنت مؤشرات مهمة حول مستقبل العلاقات بين البلدين.
وأكد أن تركيا تهدف إلى تعزيز التعاون مع الإمارات العربية المتحدة في مجالات الطاقة والصحة والزراعة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتمويل والسياحة، بالإضافة إلى مجالات تغير المناخ والطاقة والمياه والأمن الغذائي.
ولفت أردوغان إلى أن الإمارات احتفلت باليوبيل الذهبي لتأسيسها قبل 50 عاما، معربا عن سعادته في المضي قدما بعلاقات البلدين نحو 50 عاما أخرى مبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والثقة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أكد الرئيس أردوغان أن زيارته المرتقبة إلى دولة الإمارات "ستفتح صفحة جديدة" بين البلدين.
وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر الرئيس التركي عن أمل بلاده في تطوير العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات وتعزيزها في مختلف المجالات.
الأمر الثاني: هو الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بشكل مكثف خلال الفترة القليلة الماضية، فالقمة المرتقبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي خلال الزيارة هي الثانية خلال 3 شهور، فيما تعد المباحثات التي ستجري خلالها هي الرابعة خلال نفس الفترة، بعد إجرائهما مباحثات هاتفية مطلع ديسمبر الماضي، و8 فبراير/شباط الجاري.
الأمر الثالث: يعد عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال الشهور الثلاث الماضية هو الأعلى الذي يتم توقيعه بين البلدين خلال تلك الفترة القصيرة في تاريخهم.
فخلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا تم عقد قمة إماراتية تركية تم في أعقابها توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب إعلان الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.
كما تعتزم تركيا والإمارات توقيع 12 اتفاقية للتعاون بين البلدين خلال الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات.
وحسب الموقع الإخباري التركي الرسمي "تي آر تي خبر"، من المقرر أن تشهد الزيارة الرسمية توقيع 12 اتفاقية تتضمن الاستثمار والتجارة والدفاع والنقل والزراعة والصحة.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjM5IA== جزيرة ام اند امز