الرئيس التركي قبيل زيارته للإمارات: شراكتنا تعزز الاستقرار العالمي
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالعلاقة القوية بين تركيا ودولة الإمارات، مؤكدا أنها مبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والثقة، وتسهم في تعزيز السلام والاستقرار العالمي.
وكتب الرئيس أردوغان، قبيل زيارته المرتقبة لدولة الإمارات، مقالا في صحيفة "خليج تايمز"، تحت عنوان "لقد حان الوقت للسلام الإقليمي ومبادرات التعاون"، أكد فيه أهمية تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات وتركيا.
- أردوغان في الإمارات.. تعاون ثنائي يؤسس لحقبة اقتصادية مثمرة
- أردوغان: يسعدني أن أبدأ 50 عامًا أخرى من صداقتنا مع الإمارات
وأشار إلى أن "التقارب المتزايد بين تركيا ودولة الإمارات يكتسب زخمًا جديدًا نتيجة لزياراتنا الثنائية".
وتابع: "أود أن أعرب عن ارتياحي لتطور علاقاتنا كدولتين في المنطقة نحو التعاون. وأعتقد أن زيادة التعاون بين البلدين سيفيد منطقتنا أيضًا. وعودة التقارب قد تطور خلال حقبة من تزايد المنافسة العالمية".
ولفت أردوغان إلى أن "تركيا تقدر جميع دول المنطقة. وأن دولة الإمارات هي الشريك التجاري الأكبر لتركيا من بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين حوالي 89.6 مليار دولار خلال العقد الماضي، وحجم التجارة أخذ في النمو كل عام".
وأوضح أن "حجم التجارة البالغ 7.3 مليار دولار في عام 2019 ارتفع بنسبة 21% إلى 8.9 مليار دولار في عام 2020".
وشدد على رغبته في مضاعفة حجم التجارة بين البلدين، والذي ظل عند نفس المستويات في عام 2021، خلال السنوات المقبلة.
وعدد أردوغان المجالات التي يمكن للبلدين التعاون فيها، قائلا: "إن البلدين لديهما القدرة على التعاون في مجموعة واسعة من المجالات في جميع أنحاء العالم، لا سيما في جوارنا المباشر وفي أفريقيا".
وتابع: "لقد أصبحت تركيا، بموقعها الجغرافي السياسي، ورأس المال البشري، ومجالات النشاط، والقدرة الإنتاجية، والاستقرار، مركزًا للجذب ومنفتحة دائمًا على التعاون البناء".
وشدد أردوغان على أن "تركيا ودولة الإمارات يمكن أن يسهما معًا في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي. حيث توفر لنا مجالات تعاوننا وتاريخنا المشترك وثقافتنا وقيمنا التقليدية فرصة كبيرة، كما ستسهم جهودنا لتعزيز العلاقات الثنائية في الاستقرار العالمي".
وأكد في مقاله، أن "تركيا تعد من الدول النادرة التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالحها والسلام والاستقرار في سياستها الخارجية".
وأضاف: "نسعى جاهدين لتطبيق هذا المبدأ على جميع الأطراف التي نتعامل معها، مبادؤنا الأساسية هي مواءمة مصالحنا، وتوسيع مجالات التعاون باستخدام صيغة (الفوز للجميع)، والنضال المشترك ضد التهديدات".
وأكد على موقف بلاده تجاه أمن دول الخليج قائلا: " كأتراك، فإننا لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات وإخواننا في منطقة الخليج وأمن واستقرار بلدنا، فنحن نؤمن بشدة بأهمية تعميق تعاوننا في هذا السياق في المستقبل."
وأعرب عن سعادته بزيارته للإمارات بالقول: "يسعدنا انطلاق فصل جديد في العلاقات التركية الإماراتية بزيارة أخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى أنقرة في 24 نوفمبر/تشرين الأول 2021، كما توفر الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة خلال هذه الزيارة أدلة قيمة حول مستقبل العلاقات الثنائية."
وثمن نتائج الزيارة قائلا: "لقد وضعنا أسس التعاون المستقبلي بين البلدين من خلال توقيع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد والتمويل والطاقة والبتروكيماويات والتكنولوجيا والنقل والبنية التحتية والصحة والغذاء والزراعة".
واستطرد: "وأخيرا كان التطور الملحوظ باتفاق البنوك في تركيا ودولة الإمارات اتفاقية مقايضة تبلغ قيمتها حوالي 5 مليارات دولار بالعملات المحلية."
وأشار الرئيس التركي في مقاله أيضًا إلى زيارته المقبلة إلى دولة الإمارات، الإثنين المقبل، مؤكدا أن "هذه الرحلة لن تثبت فقط الأهمية التي نعلقها على الصداقة بين البلدين، بل ستسمح لنا أيضًا بتعزيز تعاوننا".
وتابع: "فإلى جانب مجالات الطاقة والصحة والزراعة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتمويل والسياحة، تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون بين تركيا ودولة العربية المتحدة بشأن تغير المناخ والأمن المائي والغذائي أيضًا".
وأشار إلى أن "هذا التعاون ستكون له انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية ولكن على المستوى الإقليمي أيضًا."
واختتم الرئيس التركي مقاله بالقول: "يسعدني أن أبدأ 50 عامًا أخرى من صداقتنا وأخوتنا على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والثقة مع دولة الإمارات، والتي احتفلت بالذكرى الخمسين لتأسيسها. ونيابة عن أمتنا، أتقدم بتحياتي وأطيب تمنياتي إلى شعب الإمارات الشقيق".