أردوغان يغامر بأموال متقاعدي الجيش ويشتري مصانع متهالكة للتفاخر
شركة تابعة لصندوق تقاعد الجيش التركي تتسابق للاستحواذ على أكبر رموز الثورة الصناعية ببريطانيا مجموعة "بريتش ستيل" المتعثرة بشدة
مغامرة جديدة يخوضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدفها التفاخر بالاستحواذ على أكبر رموز الثورة الصناعية ببريطانيا، لكن هذه المرة بأموال صندوق تقاعد الجيش التركي.
ويستبعد محللون أن تكون الجدوى الاقتصادية هي سبب حرص شركة أتاير التركية التابعة لصندوق تقاعد الجيش التركي على الاستحواذ على مجموعة بريتش ستيل البريطانية المتعثرة بشدة، وذلك في ظل خضوع الصندوق لنفوذ أردوغان.
ويرى محللون أن هدف أردوغان من صفقة الاستحواذ على هذه المصانع هو التفاخر بامتلاكه أكبر رموز الثورة الصناعية في أوروبا، وذلك في ظل صعوبة إنقاذ المجموعة البريطانية المتعثرة، التي فشلت جميع محاولات إنقاذها خلال السنوات الماضية.
وتتساءل وسائل الإعلام البريطانية عن هدف أنقرة من الاستحواذ على شركة تعثرت جميع محاولات إنقاذها، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وتقادم منشآتها واختفاء الجدوى الاقتصادية من استمرار عملها.
وأدّت سياسات أردوغان الخارجية إلى تعكير علاقات بلاده مع جميع الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا.
فيما ينحصر اهتمام لندن بإنقاذ الشركة في منع تسريح العمال ونهاية أكبر رموز الثورة الصناعية في هذا الوقت الحساس، وهي تقترب من موعد معركة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأكدت صحيفة فايننشال تايمز أن الشركة التركية، الخاضعة لنفوذ الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أجرى تعديلات على إدارتها، تجري مفاوضات مع الحكومة البريطانية بشأن الدعم المالي للاستحواذ على بريتش ستيل، التي سقطت في التصفية الإلزامية في مايو/أيار الماضي.
ومن المتوقّع أن يتم الكشف عن أفضل العروض المقدمة لإنقاذ بريتش ستيل في غضون أيام، لتبدأ بعد ذلك محادثات حصرية لعدة أسابيع لاستكمال تفاصيل الصفقة لتفادي إفلاس ثاني أكبر صانع للصلب في المملكة المتحدة والحفاظ على الآلاف من الوظائف.
ونسبت "فايننشال تايمز" إلى مصدر مقرّب من شركة أتاير التي أسسها الصندوق عام 2005 وهي أكبر مساهم في شركة إردمير أكبر منتج للصلب في تركيا، تأكيده أن الشركة تخطط لسلسلة عمليات استحواذ عالمية في قطاع الصلب، وتعتبر "بريتش ستيل" خطوة أولى وأساسية.
وأكد الخبراء أنه من المنطقي لإنقاذ شركة بريتش ستيل أن تنطوي على نوع من الترابط التجاري مع إردمير، التي تملك أتاير 49.3% من أسهمها.
والتحدي الفوري لأي مالك جديد لمجموعة بريتش ستيل هو فقدانها جانبا كبيرا من الطلبيات بسبب تعثرها الطويل، إضافة إلى الغموض الذي يحمله البريكست لمناخ الأعمال البريطاني، وهو ما يجعل حرص أنقرة على شرائها محاطا بعلامات استفهام كبيرة.
ويرأس صندوق معاشات الجيش التركي، المعروف باسم "أوياك" الجنرال السابق محمد تاس، بينما حضر اجتماعه السنوي في شهر مايو/أيار الماضي وزير الدفاع التركي.
وتأسس الصندوق في عام 1961، وقد نمت استثماراته ليصبح أحد أكبر الكيانات التركية، حيث ينافس أكبر إمبراطوريات الشركات التركية التي تسيطر على عالم الأعمال التركي منذ عقود.
وبلغت إيرادات الصندوق التركي نحو 9.8 مليار دولار العام الماضي، حين بلغت قيمة أصوله نحو 19.3 مليار دولار، وهو يتمتّع بمرونة كبيرة بسبب عدم التزامه بتسديد مدفوعات ثابتة لأعضائه البالغ عددهم 360 ألفا.
وتنتشر أصول الصندوق في قطاعات صناعة الأسمنت والزراعة والتعدين والطاقة، فضلا عن مشروع مشترك مع شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات.
ويؤكد مراقبون أن خضوع الصندوق لنفوذ أردوغان جعله غير خاضع للمساءلة وهو ما منحه امتيازات خاصة عزّزت من القوة الاقتصادية للقوات المسلحة التركية.
وقام الصندوق مؤخرا بحملة علاقات عامة لتأكيد أنه يتمتع بالشفافية ويدفع ضرائبه بانتظام، ولا يختلف عن صناديق التقاعد الكبيرة من الدرجة الثانية في الولايات المتحدة وكندا وهولندا.
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA==
جزيرة ام اند امز