أردوغان بالإمارات.. حوار القوى الوازنة يعزز استقرار الشرق الأوسط
في أول زيارة له عقب تعافيه من أعراض فيروس كورونا، يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات في خطوة من شأنها رفع مناعة المنطقة.
وخلال العقد الماضي بدت منطقة الشرق الأوسط في مواجهة أنواء وجوائح، ما زال جانب من أعراضها مرشحا للتفاقم، إلا أن مراقبين يرون أن جهودا حثيثة تجري لاحتوائها، واضعين زيارة أردوغان على رأس تلك الجهود.
ويصل الرئيس التركي إلى دولة الإمارات، اليوم الإثنين، وهو يحمل ملفات التجارة والاقتصاد كأولوية، حيث من المقرر أن تشهد توقيع 10 اتفاقيات في مختلف المجالات لتعزيز الاستثمار بين البلدين.
لكن طيفا واسعا من المراقبين يتوقعون آثارا إيجابية على صعيد الاستقرار السياسي من شأنه حلحلة قضايا ظلت عالقة لسنوات في منطقة حفلت بالمتغيرات خلال العقد الماضي.
وتأتي زيارة أردوغان بعد 3 شهور من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وعززت زيارة ولي عهد أبوظبي جهود دولة الإمارات للملمة شتات ملفات المنطقة في محاولة لتثبيت الاستقرار وبناء دعائم الأمن في الشرق الأوسط.
جهود قال خبراء إنها تنبع من إيمان دولة الإمارات بأن التحديات الإقليمية تتطلب المشاركة في حوار بناء، وتعزيز سبل التواصل والاتصال للحد من التوترات.
وقرأ مراقبون أتراك التحرك الدبلوماسي لحكومة أردوغان باعتباره محاولة من أنقرة للعودة إلى المنطقة العربية من بوابة دولة الإمارات، في مسعى لتكريس سياسة صفر أزمات التي أعلن مسؤولون أتراك عزمهم على اعتمادها لرأب التصدعات التي شابت العلاقات التركية العربية العقد الماضي.
وعشية الزيارة المقررة له إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، قال الرئيس التركي إن الوقت قد حان لطرح مبادرات السلام والتعاون الاقليمي، مؤكدا أن أمن دولة الامارات وكل دول الخليج هو جزء من أمن بلاده واستقرارها.
خطوة ألقت أنقرة بثقلها لضمان أفضل إعداد لها حيث سبقت زيارة أردوغان زيارة وزير الخارجية التركي إلى الإمارات، ليتبعه رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب على رأس وفد اقتصادي كبير.
ويتوقع كثيرون أن تحظى ملفات التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية، بأهمية قصوى خلال محادثات الشيخ محمد بن زايد وأردوغان، حيث تسعى أنقرة وأبوظبي لإبرام شراكات هامة على هذا الصعيد وفقا لوسائل إعلام تركية.
وكان أردوغان قد تسلم في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أوراق اعتماد سفير الإمارات الجديد لدى أنقرة سعيد ثاني حارب الظاهري، خلال مراسم أقيمت في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وجاءت الجهود الإماراتية لتكرس صورتها كدولة رائدة في صناعة أسباب السلام في المنطقة وهو ما أشار إليه ريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "التايمز" قائلا في مقال له إن الإمارات " أصبحت الصوت الرائد للسلام الجديد في منطقة الخليج".
وأدركت أنقرة بحسب مراقبين أن دولة الإمارات بحرصها على الحوار ونشر ثقافة السلام هي مدخلها الأوسع.
ورأى مدير مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط بتركيا، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، الدكتور أحمد أويصال، أن "زيارة الرئيس أردوغان للإمارات مهمة للغاية، لأن تركيا تحتاج لتفاهم وتواصل وتعاون أكثر مع بلاد المنطقة، وبحث عن حلول إقليمية للمشاكل الإقليمية، وهذا ما تريده تركيا عندما مدت يدها للإمارات والسعودية ومصر، وكان رد الإمارات إيجابياً للغاية".
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA=
جزيرة ام اند امز