واشنطن بوست: أردوغان ديكتاتور.. وتركيا باتت سجنا كبيرا
الاتهامات الغريبة التي يصدرها نظام أردوغان ضد النشطاء غير المؤذيين تكشف مدى التدني الذي غرقت فيه تركيا
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، إن نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يكيل الاتهامات لأي معارض ويمكنه سجن أي شخص لأي سبب.
ورأت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن الاتهامات الغريبة التي يصدرها نظام أردوغان ضد النشطاء غير المؤذيين تكشف مدى التدني الذي غرقت فيه تركيا.
وأشارت إلى أنه "عندما وصل أردوغان إلى السلطة قبل 20 عاما، صور نفسه على أنه زعيم الديمقراطية، وأن أولى الأولويات التي تشغل عقله هي عضوية الاتحاد الأوروبي".
وأضافت الصحيفة أنه تحول إلى ديكتاتور حيث "يتواجد آلاف السياسيين داخل سجونه، وأوضح مثال على هذا التغير الشائن، هو عثمان كفالا، الذي أدين الأسبوع الماضي بالتجسس ومحاولة الإطاحة بالحكومة".
ولفتت إلى أن كفالا (63 عامًا)، هو رجل أعمال دمث الخلق، وناشط ثقافي يعرف عنه مبادراته، مثل: تشجيع المصالحة بين الأتراك والأرمينيين، لم يكن أبدًا زعيمًا سياسيًا أو معارضًا، لكنه مثل التيار الليبرالي والعلماني لتركيا، الذي يحتقره أردوغان.
ومنذ نحو ثلاثة أعوام، سجن كافالا فجأة، وتعرض لحملة تشويه شائنة في وسائل الإعلام الموالية للحكومة، ووصفه أردوغان بـ"المخبر"، وفي النهاية، أدين بتهمة تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة، التي شهدتها إسطنبول عام 2013.
وبالرغم من أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي يفترض أن تلتزم تركيا بقراراتها، أمرت بإطلاق سراحه ديسمبر/كانون الأول الماضي لعدم وجود ما يدينه، أدانته محكمة تركيا بعدها بشهرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن كفالا اعتقل مجددًا حتى قبل أن يتمكن من مغادرة السجن، موضحة أنه أدين بناء على ادعاءات "مثيرة للسخرية" تفيد بأنه تعاون مع أكاديمي أمريكي هو هنري باركي، في "تنسيق" محاولة الانقلاب العسكري في يوليو/تموز عام 2016 ضد أردوغان.
وصادف أن عقد باركي، المسؤول السابق بوزارة الخارجية، مؤتمرًا أكاديميًا في أحد الفنادق القريبة من إسطنبول نهاية الأسبوع الذي شهد محاولة الانقلاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن كافالا لم يشارك، والتواصل الوحيد الذي تم بين الرجلين كان عند مرورهما بأحد المطاعم.
وبالرغم من ذلك، يواجه الرجلان الآن اتهامات بتدبير الانتفاضة الدموية لعناصر الجيش، وأصدرت مذكرة اعتقال ضد باركي، الأستاذ بجامعة ليهاي في بنسلفانيا.
ورأت الصحيفة أن الأمر المقلق في هذه القضية ليس الاضطهاد المستمر لمفكر تركي بارز، وأكاديمي أمريكي، ولكن إظهار أردوغان أنه يمكنه سجن أي شخص لأي سبب.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذرائع مختلفة، فضلا عن فصل كثير عن أعمالهم في الجيش والجامعات، وغيرها من الوظائف الحكومية، بموجب مراسيم رئاسية كانت تصدر عن أردوغان مباشرة خلال فترة الطوارئ التي استمرت عامين.