لوفيجارو: أردوغان دق آخر مسمار في نعش الصحافة التركية المستقلة
جمهورييت، صحيفة مستقلة تركية بين الحياة والموت؛ بسبب قمع أردوغان.
أجرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية تقريرا حول الوضع المزري الذي وصلت إليه إحدى أكبر الصحف التركية العريقة، صحيفة "جمهورييت" التركية، موضحة أنها ماتت إكلينيكيا؛ جراء قمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتحت عنوان "جمهورييت بين الحياة والموت.. صحيفة تركية مستقلة"، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن "جمهورييت سقطت لتجرؤها على انتقاد أردوغان".
وأوضحت "لوفيجارو" أنه بعد عدة قضايا ضد الصحيفة التركية، وتغيير إدارتها، فقدت إحدى أهم الصحف التركية التي جرؤت على انتقاد أردوغان، أحد أقلامها الحادة في وجه النظام، وأوشكت على السقوط.
وتابعت: "استقالات جماعية وإقالات، واحدة تلو الأخرى، تغرس مسمارا آخر في نعش الصحافة المستقلة التركية، أبرزهم أيدين أونجين، قدري جورزيل، إرديم جول، وأوزجور مومكو".
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "منذ مطلع الشهر الجاري، وخلال الأسبوع الماضي فقط غادر نحو 30 صحفيا الصحيفة الليبرالية "جمهورييت"؛ اعتراضا على التغيير الجذري في اتجاه الصحيفة والفصل التعسفي لبعض زملائهم".
وأشارت الصحيفة إلى "الحكم المأساوي الذي صدر ضد بعض صحفيي جمهورييت، بسجنهم؛ بزعم اتهامات بدعم الإرهاب"، وما لبثوا أن وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل؛ نتيجة دفاعهم عن التعددية والديمقراطية في تركيا".
وحذر مراقبون لحرية الصحافة من سيطرة القوميين الأتراك والكماليين على إدارة الصحيفة؛ لتسقط آخر صحيفة مستقلة في أيدي النظام التركي؛ ليصبح مسيطرا على 95% من وسائل الإعلام التركي، مشيرين إلى أن "الرمز سقط".
ويؤكد إيدين إونجين صحفي مخضرم (77 عاما)، وهو من الشخصيات البارزة التي غادرت الصحيفة، أن الإقالة لم تكن مفاجأة بالنسبة له، لكون آخر معقل للصحافة المستقلة في تركيا، هوى تحت مقصلة التطهير الذي يجريها النظام التركي للمعارضين، بعد تقرير نشرته الصحيفة انتقدت فيه سياسات حكومة أردوغان.
وقال أونجين "أردوغان أقسم قبل 4 سنوات بأنه سينتقم من جمهورييت، وها هو يفعل؛ فقد تمكن من إخراس صحيفتنا للأبد بسطوة تحالف القوميين مع القضاء التركي".
ويشار إلى أنه بعد إعادة انتخاب مجلس إدارة مؤسسة جمهورييت، فإن الإدارة الجديدة أصبحت جميعها من القوميين، وغادر رئيس التحرير مراد سبانسو، ومساعديه الثلاثة، وبناء على ذلك غادر أكثر من 60 محررا وكاتب عمود الصحيفة، بما في ذلك المعلنون، ورسامو الكاريكاتير، كما حذفت الصحيفة مقال الوداع لرئيس التحرير من الموقع الإلكتروني، كما حظر نشرت مقالات لكتاب أعمدة مرموقين.
وتأسست صحيفة "جمهورييت" عام 1924، بعد وقت قصير من ظهور الجمهورية التركية، عبر مؤسس الدولة التركية الحديثة كمال الدين أتاتورك، واعتبرت حصنا للكماليين.