إرنست همينغوي بعد إعصار فلوريدا: يريدون التخلص من المحاربين القدامى
خلال موسم الأعاصير لعام 2024 استذكر العالم إعصار عيد العمال الذي ضرب فلوريدا عام 1935 وأسفر عن مقتل 400 شخص، كان معظمهم من المحاربين القدامى.
تكشف الرسائل التي كتبها الكاتب الأمريكي إرنست همينغوي، الذي كان يعيش في كيب وست في ذلك الوقت، عن تفاصيل مروعة حول الدمار الذي لحق بجزر ماتيكمبي العليا والسفلى.
همينغوي، الذي كان معتادا على مواسم الأعاصير من خلال رحلاته لصيد الأسماك في المياه المحيطة بفلوريدا، لم يكن يتوقع حجم الكارثة التي وقعت في 2 و3 سبتمبر/أيلول 1935.
فقد ضرب إعصار قوي جزيرة ماتيكمبي، ليكون الأول في تاريخ الولايات المتحدة الذي يصنف كإعصار من الفئة الخامسة، بسرعة رياح تجاوزت 200 ميل في الساعة.
وصف همينغوي في رسالة إلى محرره ماكسويل بيركنز المشهد قائلا "لا شيء يمكن أن يعبر عن حجم الدمار".
فقد اختفت المباني بالكامل، وكانت الجثث متناثرة في كل مكان، مما كشف عن فشل ذريع في جهود الحكومة لإجلاء السكان قبل وصول الإعصار.
عبّر همينغوي عن غضبه الشديد من الحكومة الفيدرالية، متهماً إياها بالتقصير في إجلاء المحاربين القدامى في الوقت المناسب، رغم توفر الفرصة خلال يومي الأحد والإثنين.
كما أشار إلى رائحة الجثث المتحللة تحت شمس فلوريدا الحارقة، مما أعاد له ذكريات مؤلمة من تجاربه في الصليب الأحمر أثناء الحرب.
في مقال له في مجلة "ذي نيو ماسيس"، هاجم همينغوي السياسات الحكومية، متسائلا "من أرسل ألفا من المحاربين القدامى للعيش في أكواخ خشبية بفلوريدا خلال موسم الأعاصير؟"، واعتبر أن هذه السياسات كانت وسيلة للتخلص من قدامى المحاربين الذين كانوا يعانون صدمات الحرب النفسية.