لوأد مخرجات طوسمريب.. قطر تبدأ الخطة "ب" لاختراق معارضة الصومال
بعد إنهاء اجتماع "طوسمريب 3" على أحلام الرئيس بالتمديد وتأجيل الانتخابات برفض محلي ودولي.
يسعى الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو إلى التحايل على مخرجات اجتماعات طوسمريب برعاية قطرية عبر اختراق المعارضة والعمل على تشكيل حكومة ائتلافية ضمن مساعيه في تثبيت نفسه على رأس السلطة.
وتعمل دائرة فرماجو التي يتزعمها رئيس الاستخبارات فهد ياسين، رجل قطر في الصومال، على الخطة "ب" بعد إنهاء اجتماع "طوسمريب 3" على أحلام الرئيس بالتمديد وتأجيل الانتخابات برفض محلي ودولي.
وتتمثل الخطة "ب" في المساومة على منصب رئيس الوزراء لتشكيل حكومة ائتلافية واختراق صف القوى المعارضة السياسية "الأحزاب والولايات الإقليمية" لكن المحاولة الأولى يبدو أنها باءت بالفشل.
والتقى ياسين مع زعيم حزب "الاتحاد لأجل السلام والتنمية"، الرئيس السابق حسن شيخ محمود، الليلة الماضية، في مقديشو لمناقشة الوضع السياسي في البلاد.
وفق تقارير صحفية، فإن اللقاء تطرق إلى المرحلة الانتقالية التي يمر بها الصومال وتعيين رئيس وزراء جديد والدور الذي يمكن أن تلعب به قيادات المعارضة.
وفي تصريح صحفي لإذاعة محلية، أكد رئيس المخابرات الصومالية السابق عبدالله محمد علي سنبلولشي (قيادي في حزب حسن شيخ) على إتمام الاجتماع، لافتا إلى أنه جرى بطلب من فهد ياسين.
وأضاف سنبلولشي أن اللقاء تناول الملفات السياسية الشائكة، وأن الرئيس السابق نصح ياسين بالتخلي عن السياسة وإبعاد الأجهزة الأمنية عن الخلافات كون البلد يمر بحالة استقطاب سياسي حادة، والاكتفاء بالمهام الأساسية للأجهزة الأمنية من تثبيت الأمن ومحاربة الإرهاب.
وفي معرض رده عن إمكانية دخول شراكة حكومية مع الرئيس عبد الله فرماجو، قال سنبلولشي إنه ليس من مبادئ حزب الاتحاد من أجل السلام والتنمية دخول شراكات مع حكومة تقترب من نهايتها وأن الحزب يتمسك بالتوصل إلى اتفاق سياسي وطني مع جميع الأطراف الصومالية وإجراء الانتخابات في موعدها.
ويتزامن هذا الاجتماع مع انقضاء المهلة القانونية "30 يومًا" لتعيين فرماجو رئيس وزراء جديد لإدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، بعد عزل البرلمان رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري في 25 يوليو/تموز الماضي، بالتعاون بين فرماجو ورئيس مجلس الشعب الصومالي محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، عقب رفضه التمديد وتأجيل الإنتخابات أو الاستقالة طوعا وأخذ رشاوى سياسية من قطر .
ويرى محللون أن فرماجو يراهن الآن التوصل إلى اتفاق مع الأطراف الصومالية بشأن الانتخابات يخدم عودته مرة أخرى على هرم السلطة في الصومال قبل تعيين رئيس وزراء جديد مخافة أن ينقلب عليه.
وقلبت الولايات الصومالية الطاولة على رئيس البلاد في الاجتماع الأخير بطوسمريب، وفرضت نظام الاقتراع غير المباشر (بنظام 4.5 العشائري) في الانتخابات المقبلة الذي يرفضه فرماجو بسبب أطماعه في التمديد لمدة عامين وتأجيل الانتخابات ريثما تستمر وصاية قطر على الصومال.
وتشكل مسار طوسمريب للحوار السياسي في بداية يوليو/تموز المنصرم، على خلفية خلافات حادة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية على نظام الانتخابات الصومالية التشريعية المقرر عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والرئاسية في فبراير/شباط 2021.