تصعيد ضيوف الرحمن إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
بدأت جموع حجاج بيت الله الحرام، التوافد على صعيد جبل عرفات، لأداء ركن الحج الأعظم، وسط أجواء يغمرها الخشوع والسكينة.
وأظهرت لقطات مباشرة بثتها قناة "الإخبارية" السعودية وتابعتها "العين الإخبارية" بدء تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، مساء الإثنين، لأداء ركن الحج الأعظم، بعد أن قضوا يوم التروية في مشعر منى.
وأعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، خلال مؤتمر صحفي، أن التصعيد من مشعر منى لعرفات بدأ بعد الساعة الثامنة من مساء الثامن من ذي الحجة، وذلك بعد اكتمال نقل الحجاج من مكة المكرمة والمسجد الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية بكل سلاسة ويسر وطمأنينة.
كما أشار إلى إجراء عمليات تصعيد مباشر من مكة المكرمة إلى عرفات لنقل الحجاج الذين يبيتون في عرفة ليلة التاسع من ذي الحجة.
ولفت إلى أن رجال الأمن سيواصلون تنفيذ مهامهم في جميع المداخل المؤدية إلى العاصمة المقدسة والطرق والممرات المؤدية إلى المسجد الحرام، وفرض طوق أمني محكم حول المشاعر المقدسة حتى نهاية موسم الحج.
ركن الحج الأعظم
ويتواصل توافد ضيوف الرحمن إلى جبل عرفات الثلاثاء التاسع من شهر ذي الحجة، لقضاء يوم عرفة، مستشعرين مناسكهم بكل طمأنينة وتحفهم عناية الرحمن.
ويعد الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحج؛ ومن فاته عرفة فاته الحج، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الْحَجُّ عَرَفَةُ".
وأكمل مشعر عرفات استعداداته لاستقبال توافد الحجيج وجموع ضيوف البيت الحرام في يوم الوقفة الكبرى.
ويؤدي الحجيج في هذا اليوم صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا ثم يبدأون بالنفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها ثم الانتقال منها إلى منى لتكملة مناسك الحج.
فضل عظيم
وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة)، وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
ويوم عرفة يوم يجتمع فيه شرف المكان والزمان، في لحظات إيمانية تعم فيها رحمة الله، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، ومن أفضاله كثرة عتق الله لعباده من النار.
ومن أفضل الأعمال لاغتنام فضل ذلك اليوم الدعاء والذكر، وللدعاء يوم عرفة شأن عظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
مسجد نمرة
وعندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجد "نمرة"، ونمرة هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة، ثم خطب بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا وجمعًا "جمع تقديم"، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.
ويعد مسجد نمرة من أهم المعالم الإسلامية في مشعر عرفات وبني في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، وذلك في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري.
وتوالت بعدها توسعاته على مر التاريخ وصولاً للوقت الحالي فأصبحت مساحته (124) ألف متر مربع مؤلف من طابقين مجهزين بنظام للتبريد والمرافق الصحية حيث يتسع لأكثر من (300) ألف مصل.
ويأتي جمعٌ من الحجاج يوم عرفة إلى مسجد نمرة؛ ليستمعوا إلى خطبة خطيب المسجد، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع لله تعالى حتى غروب الشمس.
جبل الرحمة
عرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يبلغ ارتفاعه (30) متراً، ويمكن الوصول إلى قمته عبر (91) درجة، وبتوسط الجبل شاخص إسمنتي طوله 7 أمتار يميزه عن باقي الجبال، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة.
ويقع الجبل على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو (15) كيلو مترًا وعلى بعد (10) كيلومترات من مشعر منى و(6) كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر ب (10.4) كيلومترات مربعة.
وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم :(وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف).
وسمي عرفة بهذا الاسم نسبة إلى الجبل الذي يقال إن الناس كانوا يتعارفون فيه، وقيل أيضاً سمي بذلك لأن آدم وحواء عندما هبطوا من الجنة التقوا فيه فعرفها وعرفته، وهناك روايات أخرى تدل على نفس المعنى المخصوص بالاسم.