«الرافعات».. مخاوف أمريكية من تسلل صيني جديد بعد أزمة المناطيد
فتح الكونغرس الأمريكي تحقيقا بشأن رافعات صينية مزودة بأجهزة يعتقد أنها تجسسية، ما أثار مخاوف من توتر جديد أعاد للأذهان أزمة المناطيد.
التفاصيل سردتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي أفادت بالعثور على معدات اتصالات أجنبية غير اعتيادية ملحقة برافعات صينية في مَوانِئ أمريكية، أثار مخاوف من احتمال تشكيلها "خطراً سرياً على الأمن القومي الأمريكي"، موضحة أنها تشمل خوادم خلوية.
وتضيف الصحيفة كذلك أن العثور على هذه الأجهزة تسبب في تزايد انزعاج مسؤولي البنتاغون والمخابرات في الوكالات الأخرى بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من تهديد محتمل متمثل في أعمال تعطيل وتجسس، عبر هذه الرافعات العملاقة.
ويعود بناء الرافعات إلى شركة "زد بي إم سي" التي مقرها الصين، ولديها ما يقرب من 80% من الرافعات المستخدمة في الموانئ الأمريكية.
10 أجهزة خلوية
ووفقا لمساعدين في الكونغرس الأمريكي، فقد عثر على أكثر من 10 أجهزة خوادم خلوية، في مكونات الرافعة المستخدمة بأحد الموانئ، كما عثر على مودم بميناء آخر، لافتة إلى أن الأجهزة بها اتصالات نشطة بالمكونات التشغيلية للرافعات.
أمر غير معتاد؟
وعلى الرغم من أن تركيب الخوادم على الرافعات لمراقبة العمليات عن بعد وتتبع الصيانة أمر غير معتاد، يبدو أن بعض الموانئ التي تستخدم المعدات الصينية، لم تطلب هذه الإمكانية، وفقًا للمحققين والوثائق التي اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال".
وظلت المخاوف بشأن رافعات شركة "زد بي إم سي" تتزايد بشكل مطرد في واشنطن منذ سنوات، إذ ذكرت الصحيفة في وقت سابق، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي عثر عام 2021 على معدات لجمع المعلومات الاستخباراتية، على متن سفينة كانت تنقل رافعات إلى ميناء بالتيمور.
وجاء العثور على أجهزة الاتصالات ليدفع الإدارة الأمريكية الشهر الماضي إلى الإعلان عن استثمار أكثر من 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، لاستبدال الرافعات المصنعة في الخارج بأخرى أمريكية الصنع، كما سيتم تخصيص الأموال لدعم بناء الرافعات، من قبل شركة أمريكية تابعة لشركة "ميتسوي" اليابانية، مما يوفر خياراً محلياً للموانئ لأول مرة منذ 30 عاماً، وفق مسؤولين أمريكيين.
إجراءات أمن سيبراني
كما أطلقت الإدارة الأمريكية مجموعة من إجراءات الأمن السيبراني البحري، خوفا من هجمات متسللين صينيين لتعطيل البنية التحتية الحيوية الأمريكية، حال وقوع أعمال عدائية مفتوحة.
وبحسب وول ستريت جورنال، فقد اتخذت إدارة بايدن تلك الإجراءات بعد تحقيق بهذا الشأن للصحيفة نشر العام الماضي، والذي كشف عن مخاوف الولايات المتحدة من أن الرافعات التي تصنعها شركة "زد بي إم سي" المستخدمة في عدد من الموانئ الأمريكية، يمكن أن تشكل خطر تجسس وتعطيل للموانئ.
وتعتزم لجنة الكونغرس الانتهاء من تحقيقها، الذي يجرى بالاشتراك مع لجنة تابعة للحزب الشيوعي الصيني، الشهر المقبل.
وقال أحد مساعدي اللجنة إن التقرير العام سيركز على شركة "زد بي إم سي" ومورديها، والتهديدات المحتملة التي تشكلها المعدات والتكنولوجيا في الموانئ الأمريكية، التي يتم تصنيعها في الصين.
aXA6IDE4LjE4OC4xNzUuNjYg جزيرة ام اند امز