"نغاريت".. طبول إثيوبية تقاوم الاندثار
"نغاريت" هي آلة طبل إثيوبية خاصة كانت تستخدم بكثرة في الكنائس، للاحتفالات الدينية وفي الحروب، ولا تزال تستخدم حتى الآن في الاحتفالات.
يعتز الشعب الإثيوبي بموروثه الثقافي، خاصة الآلات التراثية، ومنها الـ"نغاريت" وهي آلة طبل كانت تستخدم منذ العصور القديمة، ولا تزال تقاوم الاندثار.
و"نغاريت" هي آلة طبل إثيوبية خاصة كانت تستخدم بكثرة في الكنائس، للاحتفالات الدينية وفي أوقات الحروب، وكانت تستخدم من قبل الأباطرة الإثيوبيين لتنبيه عامة الشعب لحدث ما.
ولا تزال هذه الآلة تستخدم حتى الآن لدعوة الناس إلى التجمع أو للمشاركة في استقبال الضيوف وكذلك في الاحتفالات والمناسبات العامة.
أساطير وحكايات
يعرف الشعب الإثيوبي العديد من الأساطير حول هذه الآلة، حيث تقول إحدى الأساطير إن صوت هذه الطبلة يمكن سماعه من مسافة 50 ميلًا، وذلك نسبة لقوة صوتها.
وهنالك آلات مختلفة تم تصنيعها محليا، وتندرج تحت عباءة الـ"نغاريت" ومنها "الكبرو" وبعض الدفوف الصغيرة المحلية الصنع التي توجد في أنحاء مختلفة من إثيوبيا، وتختلف مسمياتها من منطقة لأخرى في وقتنا الحالي.
و"نغاريت" هي نوع من الطبول الحبشية، تتميز به إثيوبيا منذ قرون بعيدة، لما لها من دلالات دينية وعقائدية مختلفة، وكذلك كانت تتعدد استخداماتها في مختلف مناحي الحياة اليومية.
وقال شملس أدونجا، الخبير في صناعة الآلات الموسيقية التقليدية في إثيوبيا، إن آلة "نغاريت" تعتبر جزء من الطبول والدفوف، وتختلف عن الطبول الأخرى بحجمها الكبير.
وأشار إلى أنها تصنع من الجلد والخشب أو الحديد.وأوضح أدونجا، لـ"العين الإخبارية"، أن طول آلة "نغاريت" يصل إلى نحو 40 سنتمترا، فيما يصل عرضها إلى متر و10 سنتمترا، وتتميز بثقل وزنها حيث لا يمكن حملها وتحريكها من قبل شخص واحد.
"نغاريت" استخدمت في إثيوبيا قديما في الفترة ما قبل الحداثة ومكبرات الصوت لنداء أتباع الكنيسة، ولكن حاليا رغم قلة دورها المنوط به في السابق إلا إنها مازالت موجودة في الكنيسة الإثيوبية، وفقا لأدونجا.
وقد كان ملوك إثيوبيا قديما يستخدمون هذه الآلة أيضا كوسيلة من وسائل الإعلان مثل إخبار الناس بالحروب أو كوسيلة تنبيه قبل إلقاء البيانات المهمة على الشعب.
وقديما كان يستخدمها الأمراء والملوك في استدعاء القيادات السياسية والمستشارين، أو لتسيير الجيوش إلى الحرب في أوقات الصراعات.
استخدامات آلة نغاريت
ولا تزال آلة "نغاريت" أو الطبل الحبشي تستخدم في المناسبات الشعبية والقومية والرسمية والاحتفالات الخاصة والعامة، كما يتم استخدامها كذلك في الكنائس وأثناء الترانيم الكنسية وفي الاحتفالات الدينية، وفي الاحتفالات الخاصة التي يعدها الملوك والأباطرة الإثيوبيين خاصة احتفالات العام الإثيوبي الجديد.
كما تستخدم هذه الآلة في الكنيسة الإرثودكثية الإثيوبية، حيث تضرب في الأعياد وترافق خروج التوابيت من الكنيسة.
وأشار أدونجا إلى أن آلة "نغاريت" تضرب بواسطة العصا وليس باليد كما هو حال الدفوف، مضيفا أن أفضل أنواع "نغاريت" وأكبرها صوتا هو ما يصنع من الحديد.
صناعة "نغاريت"
تطرق أدونجا، إلى كيفية صناعة نغاريت، وقال إن أفضل الجلود لصناعة "نغاريت" هو جلد الثور ولا يصلح جلد البقر لكونه لينا.
وأوضح أنه في صناعة "نغاريت" يغطي الهيكل الدائري للآلة بالجلد من جهة واحدة، وهو ما يجعلها تختلف عن الطبول الأخرى ذات الوجهين، لافتا إلى أنه تتم صناعتها وفق الطلبات من الزبائن.
وأضاف أن صناعة آلة "نغاريت" يستخدم فيها مواد محلية تتوفر في كل المناطق التي تستخدمها، حيث كانت في السابق تصنع من جذوع الشجر الجلد، لكن في وقتنا الحاضر يصنع الإطار الخارجي لها من الحديد الصلب وجلد الحيوانات.
وتابع أن أقل سعر لآلة "نغاريت" يتراوح من 5 آلاف حتى 6 آلاف بر، ويصل سعرها أحيانا إلى 9 آلاف بر إثيوبي (الـ100 بر إثيوبي يساوي 7.75 دولار أمريكي).
وأشار إلى أن صناعة آلة "نغاريت" مهمة صعبة جدا، حيث يتم تصنيعها على شكل قرص دائري محفور في جذوع الأشجار الكبيرة والضخمة لهذا هي ثقيلة الوزن، وهي على شاكلة أغلب الآلات الموسيقية الشعبية التي تشتهر بها إثيوبيا، ويتم صناعتها من المواد البسيطة المتوفرة للمجتمع المحلي، مثل الأخشاب والجلود وشعر الحيوانات والخيزران.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز