صراع إثيوبيا.. دعوات للتهدئة وإدانات للتجراي
دعت أطراف دولية وإقليمية حكومة أديس أبابا والجبهة الشعبية لتحرير تجراي إلى التهدئة والحل السياسي بدلا من الصراع العسكري.
وكانت الحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد، أصدرت توجيهاتها لقوات الدفاع بالتدخل لحماية البلاد ضد هجمات جبهة تحرير تجراي، بإقليم تجراي، شمالي البلاد.
ورغم الدعوات الدولية للتهدئة كان الأبرز هي الإدانات الداخلية لجبهة تحرير تجراي، لمهاجمتها لمعسكر الجيش الإثيوبي بشمال البلاد، وهو أمر تنفيه زاعمة أن الجيش من هاجمها.
إدانات محلية
وأدان جميع رؤساء أقاليم إثيوبيا الـ9، هجوم جبهة التجراي على معسكر قوات الدفاع الوطني في منطقة دانشا" بإقليم أمهرة.
وأكد حكام الأقاليم، عبر بيانات منفصلة، دعمهم للحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد للحفاظ على السلام واستقرار البلاد.
واستنكر قادة الحكومات الإقليمية التحريض الذي تنتهجه الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، بحسب ما ورد في البيانات، مؤكدين دعمهم للحكومة الفيدرالية.
وفي ذات السياق دعا مجلس الأحزاب السياسية في إثيوبيا الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تجراي إلى الإنهاء الفوري للمواجهات العسكرية.
وقال المجلس، وهو هيئة غير حكومية، خلال بيان ، إن الحرب ستكلف البلاد كثيرا، ولا يزال هناك وقت لحل القضية من خلال الحوار.
وأوضح أن الصراع لن يفيد أيا من الجانبين وسيضر بالبلاد، مشيرا إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي تورطت في التحركات الأخيرة غير المسبوقة، لكنه استدرك قائلا "إلا أن هناك فرصة كبيرة للحوار".
من جانبه ندد حزب تجراي الديمقراطي المعارض، بالهجوم الأخير الذي نفذته عناصر الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، على مقر قيادة المنطقة الشمالية، واصفا العملية بـ"الخيانة".
واتهم رئيس الحزب أريجاوي برهي، قادة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بالبحث عن مصالحهم الخاصة ورفاهيتهم دون الاهتمام بقضية سكان المنطقة.
وقال إن "طموح الجبهة الشعبية ليس لنفع شعب تجراي ولكن لاستمرار العيش في حياة الرفاهية على حساب سكان الإقليم ".
وأوضح أريجاوي برهي، خلال مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، الثلاثاء، أن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي ارتكبت جريمة تاريخية وخانت الأمة، مضيفاً " أنهم يرغبون في الاستيلاء على السلطة مرة أخرى من خلال تأجيج الفوضى في جميع أنحاء البلاد وهو حلم بعيد المنال ولن يتحقق".
دعوات دولية وإقليمية للتهدئة
وعلى صعيد متصل وبعد أن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة في منطقة تجراي بإثيوبيا، عبرت مفوضية الاتحاد الأفريقي ، عن قلقها لتصاعد المواجهات العسكرية.
كما دعت المفوضية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين.
وقال رئيس المفوضية موسى فكي، في بيان، إنه" نتابع بقلق تصاعد المواجهات العسكرية في إثيوبيا، ونجدد تأكيدنا على تمسك الاتحاد الأفريقي الراسخ بالنظام الدستوري وسلامة أراضي إثيوبيا، ووحدتها وسيادتها الوطنية لضمان الاستقرار في البلاد والمنطقة".
ودعا فكي، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، مطالبا الأطراف احترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين، كما حث على ضرورة إيجاد حل سلمي والدخول في حوار بين الأطراف لحماية مصالح البلاد.
بدوره قال الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل إنه أجرى محادثات بشأن آخر التطورات ودعم جهود الحوار السياسي في إثيوبيا.
وكشف بوريل، في بيان له اليوم الإثنين، أنه أجرى خلال الأيام الماضية، محادثات لدعم جهود استعادة السلام والحوار السياسي في إثيوبيا.
وأضاف: أجريت محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ونقلت قلق الاتحاد الأوروبي بشأن المخاطر التي تهدد سلامة البلاد واستقرار المنطقة الأوسع في حالة استمرار الوضع الحالي.
كما أعرب السودان، عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في إثيوبيا، داعيا الأطراف لحل الصراع بشكل سلمي وبطريق التفاوض.
وقال وزير الدفاع السوداني، اللواء يس إبراهيم يس، إن بلاده تنظر بقلق لما يجري في إثيوبيا، داعيا كافة الأطراف إلى التعامل بحكمة والاحتكام للحل السلمي وضبط النفس.
وتشهد إثيوبيا منذ أسبوع حالة من الاستنفار الأمني والعديد من القرارات الحكومية حيث بدأت بإعلان حالة الطوارئ بإقليم تجراي لستة أشهر، ومنع تحليق الطيران المدني بالمنطقة، وإعادة 4 جنرالات متقاعدين إلى الخدمة العسكرية بقوات الدفاع الإثيوبية.
كما طالت القرارات تعديلات بالجيش، والخارجية والأمن والمخابرات العامة والشرطة.