جان طلا.. صديقة النساء والرجال في إثيوبيا
جان طلا تعني بالأمهرية "مظلة السلطان"، وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب الإثيوبية التي تتميز بأجواء ممطرة
ما إن يأتي موسم الخريف بإثيوبيا حيث تهطل الأمطار بغزارة وبصورة شبه يومية في معظم مناطق إثيوبيا، إلا وتظهر المظلة التي يشار إليها هناك بكلمة "جان طلا".
والمظلة في إثيوبيا هي صديقة الجميع، رجال ونساء، ترافقهم دونما انقطاع خاصة في العاصمة أديس أبابا التي تتميز بأطول موسم خريف يمتد لأربعة أشهر تهطل خلاله الأمطار يوميا.
وتطورت المظلة بصورة كبيرة جدا لأهميتها، فهي ليست مرتبطة فقط بموسم الخريف وإنما يبرز لها دور آخر يتمثل في الحماية من الشمس، ولهذا نجدها منتشرة بصورة كبيرة بين الناس، حتى أصبحت بيعها مصدر رزق للكثيرين.
وجان طلا تعني بالأمهرية مِظلة الملك أو المظلة الكبيرة،وتقدم ضمن الهدايا التي يحملها أهل العريس أثناء تقدمه لخطبة فتاة باعتبارها أداة أساسية في حياة الإثيوبيين، فالمرأة الإثيوبية تحمل المظلة في حقيبتها ولا تفارقها أبدا.
تقول ماماي أغرجزات: "جان طلا مهمة جدا خاصة للسيدات، ورغم أن الجميع يستخدمها إلآ أن استخدامها عند الرجال ينحصر وقت هطول الأمطار، لكن السيدات غالبا تستخدمها للاستظلال به من الشمس".
وتضيف ماماي لـ"العين الإخبارية": "تهتم السيدات بشعرهن وبشرتهن ومظهرهن بشكل عام لذا يحملن المظلة دائما".
وتتعدد أنواع المظلة وأشكالها وأحجامها لكثرة استخدام الفتيات والسيدات لها، فتجدها مطرزة ومنقشة بألوان زاهية وخفيفة الحجم حتى يمكن وضعها في الحقائب اليديوية لدى النساء.
وأصبحت المظلة مصدر رزق لدى كثير من الشباب والباعة المتجولين في الشوارع ومحطات الأتوبيس والأسواق خاصة في موسم الخريف.
دانئيل أشاجري، أحد الباعة المتجولين بأديس أبابا، عبر عن رضاه لبيع المظلات في موسم الخريف للرجال والنساء، وقال لـ"العين الإخبارية"، إن بيع المظلات في موسم الخريف عمل مربح جدا لأن الإقبال عليها كبيرا، مشيرا إلى أن مظلة الرجال حجمها أكبر فيما يفضلن النساء الأحجام الصغيرة.
وأضاف: "نبيع المظلة بأسعار متفاوتة وغالبا ما يكون سهر مظلة الرجال بين 170-300 بر ، فيما لا تتجاوز المظلات الصغيرة والخاصة للسيدات 200 بر إثيوبي، ( 40 بر يعادل دولار واحد ).
وشكلت المظلة حضورا منذ قديم الزمان بإثيوبيا وأوجدت لنفسها مكانة خاصة لدى الملوك في المجالس وأثناء تحركهم، وعادة ما تجدها مع الخدم خلال مرافقتهم للملوك والسلاطين، ومن هنا جاء اسم جان طلا.
ونجد المظلة حاضرة في الكنيسة أيضا لاستخدامها كحماية للتوابيت خلال تشيع الجنازات ونقلها من الكنيسة، وهناك أيضا مظلات خاصة بالقساوسة الذين يحملون التوابيت، ما أضفى عليها مكانة خاصة لأتباع الكنيسة.
فيما وصف اشتو بلايهون المظلة بأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب الإثيوبية، وقال لـ"العين الإخبارية": "جان طلا تمنحك الاطمئنان وراحة البال مهما تغيرت الأحوال الجوية، خاصة أن أغلب مناطق إثيوبيا يكثر بها الأمطار".
ولفت إلى أن المظلات القديمة كانت قوية يمكن استخدمها كعكاز لكبار السن، لكنها أصبحت خفيفة حاليا.
وحديثا أصبح للمظلة "جان طلا"، أهمية في الفنادق الكبيرة والحديثة، فقد دخلت منذ فترة كمهمة للعمال لتأمين الراحة للنزلاء أمام الفنادق في أثناء توجههم إلى السيارة.