السياحة في إثيوبيا.. مدرج الـ"سبعين درجة" خطوات من عبق التاريخ
وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يقع مدرج تاريخي يعرف بـ"سبعة درجة" بالأمهرية، وتعني بالعربي سبعين درجة
وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يقع مدرج تاريخي يعرف بـ"سبعة درجة" بالأمهرية، وتعني بالعربي سبعين درجة وهي التي يتكون منها المدرج الذي ظل صامدا لأكثر من 115 عاما .
ومدينة أديس أبابا أو "الزهرة الجديدة كما تعرف محليا، تأسست عام 1886، على يد الإمراطور الإثيوبي، منليك الثاني (1844- 1913)، تتميز بموقعها الجغرافي على ارتفاع ألفين و500 متر، عن سطح البحر، ما يجعلها خامس أعلى عاصمة في العالم.
وتعود قصة المدرج التأريخي لعهد الامراطور منليك الثاني، الذي بناه بطلب من والد الامبراطور هيلي سلاسي، " رأس مكنن ، على يد المهندسين الأرمن الذي يعود تأريخ تواجدهم بإثيوبيا الى ما قبل القرن الماضي.
كان الهدف من المدرج، تجميل المدينة وليصبح مكانا عاما يضم مجموعة متنوعة من المرافق والأنشطة، بما في ذلك المباني التراثية والأسواق والنقل ومساحات خضراء ومناطق تمارين رياضية وغسل السيارات.
وقال مكبب جبرماريام، الخبير الإثيوبي في شؤون الآثار بجامعة أديس أبابا، إن تأريخ إنشاء مدرج "سبعا درجة " يعود الى العام 1905 في عهد الإمبراطور الإثيوبي منليك، بأمر من أحد الحكام الإقطاعيين في ذلك العهد، وهو والد الإمبراطور هيلاسلاسي "راس مكونن ولد ميكايل"، الذي كان حاكما لمقاطعة "هرار" شرقي إثيوبيا.
وأوضح الخبير الإثيوبي، خلال إفادة لـ"العين الإخبارية" ، أن الإسم أطلق عليه بحكم أنه يتكون من 70 درجة رأسية، وقال إن المهندسين الأرمن هم من أشرفوا على بنائه ويعتبر المدرج أحد معالم وآثار العاصمة أديس أبابا لأكثر من 114 عام ، لافتا إلى انه يمثل ضمن الـ 440 من آثار مدينة أديس أبابا المادية المسجلة كتراث وطني ويحظى بإهتمام كبير من قبل الحكومة .
أضاف جبرماريام، أن تاريخ هذا المدرج لا يخص سكان مدينة أديس أبابا وإنما هو تأريخ يهم أكثر من 120 سفارة افريقية وعربية بالعاصمة الإثيوبية ، وقال إن المدرج كان مقصد ونزهة للعديد من السفراء والدبلوماسين الذي يقصدونه للرياضة يومي السبت والأحد .
وتوجد بمدينة أديس أبابا العديد من المعالم الهامة مثل متحف إثيوبيا الوطني بحي "عرات كيلو"، إلى جانب متحف أديس أبابا الواقع خلف ميدان "مسقل" وسط العاصمة ، علاوة على المقرات الرسمية الإقليمية والدولية، من احتضانها لمقرّات الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، فضلاً عن احتضانها لأكثر من 127 سفارة إفريقية وأجنبية.
وتطرق إلى عملية الصيانة والترميم التي شهدها المدرج للمحافظة عليه، قائلا: إن عملية الترميم أخذت وقتا طويلا وجهد كبيرا خاصة في الحصول على نوعية الأحجار الأصلية التي بني بها هذا المدرج التأريخي .
أضاف أنه من المهم في عملية الترميم أن يكون بذات المواد والأحجار التي صمم بها المدرج الأصلي وهذا كلف الكثير في الحصول عليه من المناطق النائية عن العاصمة .
وشدد خبير الآثار الإثيوبي على ضرورة أن يعمل الجيل الجديد في التعرف على ما بناه وأسسه الأجداد، وقال: على الجيل الحالي أن يتحمل مسؤولياته ويحافظ على هذه المكتسبات والآثار والاستفادة منها كإرث حضاري وتأريخي .