"حقبة جديدة".. هدنة أفريقية تنهي صراع حكومة إثيوبيا و"جبهة تيغراي"
توصلت الحكومة الإثيوبية إلى اتفاق هدنة مع جبهة تحرير تيغراي، برعاية أفريقية، ينهي عامين من القتال في شمال إثيوبيا.
وأعلن الرئيس النيجيري السابق، أولسيجون أوباسانجو، الوسيط الأفريقي بشأن الصراع في إثيوبيا، اليوم الأربعاء، أنه تم الاتفاق رسميا على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق.
47 عاما من القتال.. خريطة الحركات المسلحة في إثيوبيا
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتوقيع الاتفاق، مؤكدا التزام أديس أبابا بتحقيق السلام وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأبدى آبي أحمد تقديره للاتحاد الأفريقي الذي قاد عملية المفاوضات، عملا بمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، مشيدًا بجهود الرئيس الكيني السابق وحكومة جنوب أفريقيا البلد المستضيف للمفاوضات.
وقال السفير رضوان حسين مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإثيوبي إن بلاده ترغب في إحياء علاقاتها مع شركائها، مضيفا أنه "يجب أن نكون صادقين مع نص وروح الاتفاق".
وأعرب غيتاتشو رضا ممثل وفد تيجراي في محادثات السلام الإثيوبية عن أمله في أن يفي الأطراف بالتزاماتهم في اتفاق وقف الأعمال العدائية،.
وأضاف أنه يجب التأكد من تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بشكل فوري.
وأعرب عن ترحيب التيغراي بالاتفاق الذي قال إنهم قدموا تنازلات، للتوصل عليه، مبديا استعداد الجبهة لتطبيق هذه الاتفاقية وتسريعها.
وأوضح أن الاتفاق يحض الجانبين على نسيان الماضي، ورسم مسار جديد للسلام.
وبحسب بيان مشترك، فإن أديس أبابا والجبهة وافقتا على تعزيز التعاون مع وكالات الإغاثة الإنسانية.
من جانبه، رحب الاتحاد الأفريقي ببدء حقبة جديدة في إثيوبيا.
وفي أول تعليق له اليوم، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، مؤكدا أنه "خطوة أولى موضع ترحيب".
وكان الاتحاد الأفريقي قد أطلق الأسبوع الماضي أول محادثات رسمية بين الحكومة والمتمردين سعيا للتوصل إلى حل سلمي، لنزاع أودى بآلاف الأشخاص وتسبب بأزمة إنسانية في تيغراي.
وحضر توقيع اتفاق السلام الرئيس الكيني السابق أهورو كينياتا والوسيط الأفريقي الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيجون أوباسانجو، ومبعوثي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وجاءت أبرز بنود الاتفاق كالتالي:
- وقف دائم للعدائيات.
- نزع سلاح جبهة تحرير تيغراي.
- الاتفاق على وجود جيش وطني واحد.
- فرض الحكومة الإثيوبية الفيدرالية سيادتها على كامل إقليم تيغراي.
- تجميع قوات الجبهة في معسكرات تمهيدا لنزع سلاحها.
- توزيع المساعدات الإنسانية بالإقليم.
- الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية بإقليم تيغراي من قبل الحكومة الإثيوبية.
صراع طويل
وقد تفجر النزاع في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما أرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيغراي بعد أن اتهمت جبهة تحرير تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم، بمهاجمة معسكرات للجيش الفدرالي.
وتأسست جبهة تحرير تيغراي عام 1975 ووصلت إلى الحكم في العام 1991 بعد الإطاحة بنظام مينجيستو هيلي ماريام العسكري بعد 16 عاما من القتال، وسيطرت على المشهد السياسي في إثيوبيا لنحو 27 عاما، قبل أن تطيح بها في عام 2018، ثورة شعبية اندلعت بإقليمي أوروميا وأمهرة أكبر أقاليم إثيوبيا سكانا ومساحة بعد مواجهات وحراك شعبي وصل أطراف العاصمة أديس أبابا.
وبعد الإطاحة بها، حاولت الجبهة اللجوء إلى السلاح لكنها قوبلت بحرب شرسة مع الحكومة الفيدرالية، وتمكنت بعد ذلك من اختراق إقليم أمهرة المجاور ووصلت إلى مشارف أديس أبابا بنحو أكثر من 100 كيلومتر، إلا أن الجيش الإثيوبي أجبرها على التراجع.
وفي أغسطس/آب الماضي حاولت الجبهة اختراق إقليم تيغراي من منطقة "قبو- راياط بإقليم أمهرة، لكنها فشلت، وتراجعت أمام الجيش الإثيوبي.
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA=
جزيرة ام اند امز