إثيوبيا 2020.. كورونا يربك الحسابات وانتصارات تتحدى الأزمات
تطورات واضطرابات وأحداث مفصلية لم تخل من انتصارات، شكلت الملامح العريضة للمشهد الإثيوبي على مدار 2020.
عام حافل يستعد للأفول محملا بأحداث تنوعت بين تأجيل الانتخابات بسبب كورونا، وولادة إقليم عاشر بالبلاد، علاوة على اضطرابات وأزمات طبيعية وأخرى في علاقة بإقليم تجراي شمالي البلاد، وغيرها من الأحداث الهامة.
في ما يلي، ترصد "العين الإخبارية" أبرز أحداث العام في إثيوبيا، في حصاد لم يغب عنه سد النهضة الإثيوبي؛ الملف الطاغي على مستجدات الوضع سواء محليا أو إقليميا.
كورونا يربك الحسابات
كما في جل بلدان العالم، أربك فيروس كورونا الحسابات السياسية للحكومة الإثيوبية، حيث تسبب في إرجاء انتخابات برلمانية كانت مقررة في أغسطس/ أب الماضي.
دخلت إثيوبيا، مطلع العام، في أزمة صحية تعقدت بانتشار الفيروس الفيروس في أجزاء متفرقة من البلاد، ما تسبب بشلل الحياة العامة وأضر بحركة الاقتصاد في وقت كان الإثيوبيون يتطلعون فيه إلى عام جديد وتحولات سياسية.
وجدت الحكومة نفسها أمام خيارين؛ فإما التعامل مع الوضع الصحي وتأجيل الاقتراع، وهو ما يشكل خيبة أمل للإثيوبيين، وإما المجازفة بإجراء الاقتراع مع ما يحمله ذلك من مخاطر عالية.
وانتهى الأمر بأن فرضت الجائحة تغيير الأولويات، وإرجاء الانتخابات بما يسمح بالتعامل مع الوباء المروع، وتم تحديد 10 يونيو/ حزيران موعدا جديدا للاقتراع، في خطوة أفضت إلى تمديد استمرار البرلمان الفيدرالي والحكومة الحالية وجميع المجالس الفيدرالية والإقليمية والحكومات الإقليمية في تسيير العمل.
إقليم عاشر
في 18 يونيو الماضي، شهدت إثيوبيا ميلاد إقليم قومية السيداما، وذلك عقب استفتاء جرى في ديسمبر/ كانون أول 2019، صوّت خلاله الناخبون بنسبة 97.7 % لصالح تأسيس الإقليم، وانفصالهم عن إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا.
و"السيداما"؛ هي إحدى قوميات جنوبي إثيوبيا، ويقدر عددهم بنحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان إقليم جنوبي البلاد (قبل أن تنفصل عنه)، المقدر بـ17 مليون نسمة.
غضب وجراد وفيضانات
في 29 يونيو، قتل الفنان الإثيوبي الشهير هاتشالو هونديسا، بعد تعرضه لإطلاق نار منتصف الليل في ضاحية مجمع جالان السكني جنوب العاصمة أديس أبابا.
وفور انتشار نبأ وفاة الفنان، قام محبوه بإغلاق تام لمداخل العاصمة التي شهدت مظاهرات ووضع الحواجز وحرق الإطارات على الطرق الرئيسة تعبيرا عن الغضب.
واستمرت الاضطرابات ليومين ما أسفر عن مقتل 156 شخصا من إقليم أوروميا بينهم 11 شرطيا، فضلا عن إصابة 167 آخرين.
ومن غضب محبي الفنان إلى غضب الطبيعة، حيث اجتاح الجراد الصحراوي، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، العديد من المناطق الإثيوبية، في موجة كانت الثانية خلال 2020.
وقالت الحكومة إن أسراب الجراد الصحراوي أثرت على أجزاء واسعة من البلاد، وأضرت بـ420 ألف هكتار من الأراضي المزروعة، متوقعة أضرار بنسبة 5 % من الناتج الزراعي الكلي للعام.
سد النهضة.. حضور دائم
لملف سد النهضة الإثيوبي حضور سياسي طاغ في الفترة الأخيرة وإن اختلفت أوجه حضوره، ما بين المستجدات في بنائه، والمفاوضات الثلاثية التي تعقد من وقت لآخر، في جولات مكوكية بين عواصم الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا) ، ورحلة واشنطن التي لم توصل إلى أي نتيجة تذكر.
وتوقفت المفاوضات بين الدول الثلاث، برعاية الاتحاد الأفريقي، منذ أغسطس/آب الماضي، دون التوصل إلى اتفاق، وحينها أعلنت إثيوبيا انتهاء مرحلة الملء الأول للسد.
وتطالب القاهرة والخرطوم باتفاق قانوني ملزم يشمل النص على قواعد أمان السد، وملئه أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات.
أزمة تجراي
البداية كانت مع إعلان "جبهة تحرير تجراي" التي تحكم الإقليم، معارضتها لتأجيل الانتخابات، معتبرة في ذلك محاولة من أديس أبابا لتكريس سلطتها والالتفاف على الاستحقاق الانتخابي.
معارضة أفضت إلى قطيعة وتوتر بين الجانبين بلغ حد المصادمات واتخاذ الحكومة الفيدرالية إجراءات عقابية بعد إجراء الإقليم انتخابات منفردة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، في تحد لأديس أبابا.
وفي 4 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، أمر رئيس الوزراء، آبي أحمد، بتوجيه ضربات جوية وأرسل قوات الجيش إلى إقليم تجراي، بعد أن اتهم "جبهة تحرير تجراي وقواتها والمليشيات التابعة" بشنّ هجوم على القاعدة العسكرية الشمالية، في عملية وصفها بالخيانة العظمى للوطن.
وانطلقت بذلك الحرب التي خاضها الجيش الإثيوبي ضد قوات ومليشيات الجبهة حتى وصل عاصمة الإقليم "مقلي"، بعد إلحاقه هزائم متتالية بهم واختفاء قادة الجبهة بسفوح الجبال والكهوف الجبلية في تجراي.
ولاحقا، بدأت الحكومة الفيدرالية المرحلة الأخيرة من عملية إنفاذ سيادة القانون على الإقليم، ولاحقت قادة الجبهة في الجبال، فيما تسببت المعارك في الإقليم تجراي بموجة نزوح جماعي لآلاف السكان من مناطق الحرب إلى الحدود مع السودان وإريتريا.