مسجد الهلال العتيق.. بصمة إسلامية في غرب إثيوبيا
يَتَّكِئُ إقليم بني شنقول الإثيوبي على تاريخ مزيج بين الثقافة الإثيوبية المحلية، والثقافة العربية التي ميزته هي الأخرى بصفة الإسلام.
إقليم بني شنقول جموز بغرب إثيوبيا الذي تقطنه خمس قوميات رئيسية هي: "بني شنقول، وجموز، وشناشا، وماؤو، وكومو"، بجانب القوميات الأخرى، تجد الإسلام والعروبة هي أبرز سماته التي تميزه عن بعض الأقاليم التسعة الأخرى بالبلاد.
ومن بين هذه المعالم والآثار التاريخية المعبرة عن العروبة والإسلام، تجد مسجد الهلال العتيق بمدينة أصوصا حاضرة الإقليم، خير شاهد على الإسلام في أرض الحبشة.
"العين الإخبارية" التقت بالحاج الشريف يونس إسماعيل، إمام مسجد الهلال، كأول مسجد أسس في إقليم بني شنقول، والذي قال إن مسجد الهلال العتيق هو أحد الآثار التي تمثل الإسلام وعراقته في مدينة أصوصا حاضرة إقليم بني شنقول، والذي تم إنشاؤه في عهد الإمبراطور هيلا سلاسي (1930- 1974).
وأوضح الشيخ يونس، أن المسجد كما هو واضح يمثل أهم وأقدم الآثار بالإقليم ويعتبر تراث الشعوب الرئيسية بالإقليم وأحد الآثار التاريخية في إثيوبيا بشكل عام، وقال إن هناك العديد من الآثار التاريخية في الإقليم ومسجد الهلال العتيق هو أحد الآثار الإسلامية بمدينة أصوصا.
ولفت إلى أنه بجانب المسجد العتيق يوجد ضريح ومقبرة الشيخ خوجلي الحسن، الذي كان ملكا لمنطقة بني شنقول جموز، وأضاف أن ضريح الشيخ خوجلي صاحب الإسهامات العظيمة يعتبر أيضا من الآثار التاريخية الإسلامية بالإقليم.
والشيخ خوجلي يعد من الشخصيات التاريخية البارزة، وتولى قيادة الجيش في منطقة بني شنقول غرب إثيوبيا، في عهد الإمبراطور منليك (1844- 1913).
ولد الشيخ خوجلي في إقليم بني شنقول، لوالده القائد الحسن محمد وأمه فضائل، في عام 1825، وتلقى تعليمه في الخلوة "الكُتاب".
كما يعتبر من المساهمين في تأسيس وتنمية أديس أبابا في عهد الإمبراطور منليك الثاني، حيث شيد قصره قبل 120 عاما في منطقة تعرف باسمه "شوغلي" وتعني بالعربية منطقة الشيخ خوجلي، في ضواحي العاصمة أديس أبابا شمالا، بجانب المساهمة في وضع حجر الأساس لمسجد أنور الكبير وسط العاصمة أديس أبابا.
وتطرق الشيخ يونس إلى أنشطة المسجد، ودوره التعليمي لسكان المدينة والإقليم عموما، وقال إن المسجد منذ إنشائه قبل أكثر من 100 عام، ينظم أنشطة ويقوم بتعليم أبناء المنطقة من خلال الدورات التدريبية المكثفة من تحفيظ القرآن والدراسات الاسلامية الأخرى في مباني خاصة مصاحبة للمبنى الرئيسي، مشيرا إلى أن المسجد يُخرج سنويا أكثر من 40 دارسا للقرآن وعلومه من مختلف مناطق البلاد كوجهة تعليمية في مجال الإسلام.
وقال إن الدارسين يذهبون إلى مناطقهم ويواصلون الدعوة وتعليم المجتمع المسلم بأمور دينه، ويصبحون أئمة وخطباء المساجد بمناطقهم.
وأضاف أنهم يعودون إلى مسجد الهلال العتيق لتلقي مزيد من الدورات التدريبية في مجال الدعوة وأساليبها حتى يتمكنوا من إيصال رسالتهم في مجال القرآن الكريم والتربية الاسلامية والفقه على المذاهب الأربعة وقضايا العقيدة.
وأوضح أن مسجد الهلال يعتبر كلية إسلامية من خلال ما يقدمه من علم ودروس لطلابه، مشيرا إلى أنه تلقى تعليمه الديني بهذا المسجد.
ودعا الشيخ يونس، جميع المسلمين في أرجاء العالم إلى المساهمة في إعادة ترميم مسجد الهلال بإقليم بني شنقول، وقال إن مسجد الهلال يحتاج إلى الاهتمام والعناية وإنشاء السور والمنارة له، كما دعا الحكومة الإثيوبية إلى الاهتمام بالآثار الإسلامية لكونها جزء لا يتجزأ عن حضارة الشعب الإثيوبي.
وإقليم بني شنقول جموز غرب إثيوبيا يتمتع بحكم شبه ذاتي، ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا والمكون من 10 أقاليم، وحاضرته مدينة أصوصا بتاريخها العريق وحكاياتها الشيقة ومواقعه الأثرية والتاريخية.
ومدينة أصوصا هي كبرى مدن الإقليم وحاضرته، حيث تبعد عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بنحو 661 كيلومترا.